مالحــب؟
لا أعلم كلمة في قاموس العربية تعبر عن الحب مثل كلمة (الحب), فليس هناك أصدق من (الحاء والباء) في دلالتهما على هذا المقصود العظيم, فالحاء تفتح الفم فيبقى فارغا حتى تأتي الباء فيضم الفم وتطبق الشفتان, اذا هنا اجتماع بعد فرقه ووصل بعد هجر!.
وكلمة (حب) كلمه عامره,لها أنداء وأفياء وظلال وأبعاد, وهي كلمة مؤنسه مشجيه منعشه مشوقه, بل هي معجبه مطربه مغربه, لكنها ذائعه شائعه, غير أنها خفيفه لطيفه شريفه, لأنها باسمه مبهجه مشرقه, عليها طلاوه, ولها حلاوه وفيها نضاره.
كلمة (حب) عالم من الموده والصله والأنس والرضى والراحه, وهي دنيا من الأمل والفأل الحسن, والأمس الجميل, واليوم الحافل, والغد الواعد.
انها رحله في عالم التآخي والتآلف, والتفاهم والتكاتف, والتضامن والتعاون, في كلمة (حب) بسمه وضمه ولهفه واشتياق ولوعه!.
إذا قلت: (حب) تداعت الذكريات القديمه, وثارت المعاني الجميله, وحضرت المواقف المشجيه, واستعادت النفس شبابها, والقلب أمله, والروح إشراقها, والمجلس بهجته, والحضور أنسه.
إذا قلت: (حب) سافرت بك قافلة الذكرى إلى صور ومشاهد لاتمحى من ذاكرة الزمن, فعرضت لك الطفل يضم الثدي, والناقه تحنو على الفصيل, والآكام تلف الثمار, والأغصان تعانق الجذوع,والفراشه تلثم الزهره, والعش يكتنف الطائر, فما أحسن كلمة (حب) وماأبدعها وماأروعها.
الحب حرفـــــــــــــان حـــــــاء بعدها بـاء
تذوب عند معـــــانيـــهـــــا الأحــــــــــباء!
إذا قلت: (حب) هلَ غيث الرجاء, وهبَت ريح الصفاء, وسرى نسيم الوفاء, وتهللت أسارير الوجوه, وانبلجت معالم الطلعات, وأشرقت شموس الأيام,
إذا قلت: (حب) امتلأت الجوانح بالأشواق, والحشايا بالتلهف, والضمائر بصور الأحباب, ومعاهد الأصحاب, ومغاني الأتراب.
إذا قلت: (حب) تساقطت أوراق البغضاء, وتلاشت نزغات الشر, وارتحلت قطعان الضغينه, وفرت زمر الأحقاد, وغربت نجوم العداوات.
كلمة (حب) سماء شمسها اللقاء, وقمرها العناق, ونجومها الذكريات, وسحبها الدموع.
كلمة (حب) إشراقه من عالم الملكوت, وإطلاله من ديوان الخلود, ووقفه في بساط العظمه, من استظل بسمائها اتقد شوقه وتدافع خاطره.
الحب بســـمـــة عــــاشـــق لـوأنهـــــــا
سـفـــرت لغـــار البــــــدر من إطلالهــــا!
**الحـب ليـس روايـة شـرقــــــيـــة
بأريجــــــهــــا يتــــــزوج الأبــطـال
لكــنـه الإبـــحــــار دون ســـفــــينة
ومــــــرادنــا أن الوصــــول مــــحال
و اعظم الحب واجمله حب العبد لخالقه عز وجل ...
الحـب للرحـــــــــــــمن جــل جــــــــــلاله
هـو مــســــتــحق الحــب والأشــــــــــواق
فــــاصـــرفـــه للمـــلك الجــلــيل ولـذ بـه
مــن كل مـــــــا تخــــــشــــاه من إرهـــاق