قرر أخي الذي يكبرني وتجاوز عمره الأربعون الزواج، وكم كان سعيداً جدا حيث قاده القدر الى خطوبة فتاة تعرف علي اسرتها بواسطة زوجة أخ لنا متزوج من نفس المنطقة من أسرة طيبة أستطاعت زوجته أن تفرض على الجميع احترامها، تعرف أخي على هذه الانسانة المتواضعة وكانت قمة في التواضع – حيث لم ندرك أنها طبيبة وداسة للطب - الا بعد مضي وقت من بدء علاقتهم .. ومن بعد ذلك تحدثا كثيرا رغم انها من اسرة محافظة ومتدينة جدا وتنتهج المذهب السني المتشدد ولكنه اصر على الحديث معها والذي قاد الى تفهم واحترام لا يجاريه احترام وحب عميق ... لم اقرأه حتى في نسج الخيال والقصص ... احبها أخي بصدق وكان فرحا مسرورا جل حديثه عنها ...
طلب اخي رؤيتها رؤية شرعية فرآها بكامل صورتها برفقة أخيها وتحدثنا حينا فكانت منطق من الوعي سحره فيها كل شئ من حيث حفظها لثلث كتاب الله سبحانه وتعالى وحفظها للشعر وقراءته بصورة عجيبة وحبها للثقافة والاطلاع حيث أنها تدرس العربية والتجويد لبعض النساء بجانب الطب، وفوق ذلك ادهشه جمالها وكم أدهشته حين النظر اليها بابتسامة غير محتملة ووجه ملائكي من صنع ارحم الراحمين... كما وصف لي اخي وانا أضحك لوصفه هذا بعمق وسعدت معه .... وسرعان ما ودعها وذهبت لحال سبيله مقررا الاقتران بها وحمد الله كثيرا بعد صبر وتمسكك بمبادئ أن لا يتزوج بمن تصغره كثيرا . كانت خطيبته جميلة بالقياسات والمقاسات الكونية ، وكم كانت تسحره حين تحفظ تلك الأشعار التي يرسلها لها وترددها هي بقراءة عجيبة لا يقدر عليها احد وكانت تشكل العبارات وتجزم الافعال وتسكنها فتسكن معها روح أخي وساعدته في التعرف على اللغة العربية من نواح أخرى وكانت تحشره حشرا في عمق أحداثه وأحداثها ... كانوا مؤدبون حيال بعضهم كثيراً ... واخي أعرفه رجل انيق مؤدب ... كانت تنقل كل حرف منه لأهلها وأخواتها ... فأحبه الجميع ... تعلقت به لدرجة لا يمكنني أن احددها سوى لدرجة الجنون كما يقول البعض.... ثم حدثها عن أمراض العائلة وحدثته هي كذلك ولا تخلو من أمراض سارية مثل ان والدتنا مصابة بالسكري ولا شئ غير ذلك ... حدثته عن كل شئ ... وقبل الخطوبة بيوم بعد ان اشترى ما يلزمها تحدثت معه معللة أن ناصية النسيان هي سبب عدم تذكرها في حينه حينما ناقشا الأمراض ... وأنها مصابة بمرض يدعى pressure urticaria وبالعربي يسمى الشرى وهو تحسس جلدي ينتج عند الضغط على الجلد ويسبب تورم موضعي واحمرار والم يختفي بعد ثمان ساعات ... وكذلك ان حملت شئ تتورم أصابعها ... وحينما اصيبت بصداع ربطت امها راسها بقطعة قماش فانتفخ جلد رأسها ... سألها أخي بهدوء ... اذا مازحك أحد في البيت من اخواتك وأخوتك وضغط عليك ضغطة بسيطة هل يحدث شئ لك مثل ذلك... اجابته نعم وهي الطبيبة ... أظلمت الدنيا في وجه أخي واكمل الخطوبة حتى لا يسبب لها الحرج... خاصة وأنهم وجهوا الدعوة لهلهم واصدقائهم ... وبعد ذلك اضطربت العلاقة ... ولم تستطع التبرير بأنها كانت تتدلع وان الأمر لا يعدو بأنه شئ خفيف ... ليتضح ان أمها كانت مصابة وخالتها حاليا بها نفس التحسس ... واشد صورة ... انقلبت حياة اخي جحيم وزبل زبولا ... شديدا وأظلمت الدنيا في وجهه ولا يرى الا البؤس ... وتحطم وقد لا يتزوج ....
أخاف على أخي وهلاكه فما الحل اناشدكم بالله العلي القدير ....
ملاحظة: علمنا انها تزوجت من قريب لها كانت ترفضه مراراً .... اتمنى لها السعادة ... ولا احقد علها راجيا ان تساعدني الآراء في حل مشكلة أخي
ولكم منا فائق التحية والتقدير ....