بسم الله الرحمن الرحيم
قالت أمامة بنت الحارث لابنتها أم إياس بنت عوف ليلة زفافها :
أي بنية لو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها و شدة حاجتهما إليها لكنتِ أغنى النساء عن الزواج و لكن النساء للرجال خُلِقنَ و لهن خُلِقَ الرجالُ !!
أي بنية إنك فارقت الجو الذي منه خرجت ، و تركت العُشَّ الذي فيه درجت إلى وَكْرٍ لم تعرفيه و قرين لم تألفيه ، فأصبح ملكه عليك رقيباً و مليكا ، فكوني له أمةً يكن لك عبدا ،! و كوني له أرضاً يكن لك سماءا و احفظي له خصالاً عَشْرة بدوامها تدومُ العِشْرة : -
أما الأولى و الثانية : فالخضوع له بالقناعة و حسن السمع له و الطاعة .
و أما الثالثة و الرابعة : فالتفقد لمواضع عينه و أنفه فلا تقع عينه منك على قبيح و لا يشم منك إلا أطيبَ ريح .!
أما الخامسة و السادسة : فالتفقدُ لأوقات طعامه و نومه فإن شدة الجوع ملهبة ، و تنغيص النوم مغضبة .!!!
أما السابعة والثامنة : فالاحتراس على ماله و الإرعاء على عياله ؛ وملاكُ الأمر في المال حسنُ التقدير ؛ و في العيال حسنُ التدبير .!!
أما التاسعة و العاشرة : فلا تعصين له أمرا ولا تفشين له سراً ؛ فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدره ، و إن أفشيت سره لم تأمني غدره ؛ ثم إياك و الفرحَ بين يديه إن كان ترحاً و الكآبةَ بين يديه إن كان فرحاً ! ...