((خلوج ابن رومي)) منقولة
ابن رومي صاحب هذا المثل هو أحد التجار بمنطقة الأحساء وكان لديه قطيع من الإبل داخل أحد الأحواش القريبة من سكنه. وكان له ولد وحيد لم يرزقه الله سواه يحبه أكثر من نفسه وفي أحد الأيام جاء ابن رومي لحوش الإبل ومعه ابنه الصغير وبينما هو مشغول بالقطيع والابن يلعب حوله رمحت إحدى الإبل الولد بقدمها، حيث توفي على الفور فما كان من ابن رومي إلا أن ذبح ولد هذه الناقة التي رمحت ابنه أمامها انتقاماً لفعلتها، وكعادة الإبل أو النياق إذا فقدت ولدها أن يصيبها الحزن ويقال لها «الخلوج»، حيث أخذت هذه الناقة تحن وتبحث عن ولدها حتى نفد شحمها ثم بعد ذلك لقحت ثانية وبعدما ولدت ولدها الجديد وأخذت معه وقتاً وتعلقت به ثم قام ابن رومي بذبحه أمامها، وهكذا صار يعاملها ثلاث مرات كلما تلد يذبح ولدها. وفي آخر مرة ماتت الناقة بعد ذبح حوارها وقام ابن رومي بفتح صدرها فوجد كبد الناقة قد ذابت وتفتت، وذلك من شدة حزنها على أولادها وهكذا صارت خلوج ابن رومي مضرباً للمثل عند الشعراء ومن ذلك قول الشاعر فهاد بن مسفر العاصمي وقد نزل بالأحساء بسبب الحاجة التي مسته وأبعدته عن قبيلته ولم يكن عنده غير ولد واحد اسمه «نصار» حيث أخذ فهاد يخاطبه بهذه الأبيات:
يا ونة ونيتــــــــها يابن نصـــــــار
ما ونها مثلي خلـــوج ابن رومـــي
كني من الفرقا على كــــــير بيطار
شبوبة ارطاء والستاد مهـــــمومي
صدري كما نجر زعول وحــضار
نفسه على مهواه نفس محــمومـي
من عقب ماني قنب صرت كمبـار
سبحان من له في عبيده حكــومي
يا وينهم ربعي هل الكيف والكــار
اللي عليـــهم دار جـاتن علـــومي
والى نزلنا مـــــــــــنزل فيه نوار
ذا مقـــبل يمــــي وهذا يقـــــومي
مزحي عليهم ما يجي فيه تنــكار
ما أحد يبرق في ملاوي علـومي