في طريق احادي الاتجاه...
تحمله الايام باتجاه الاربعين ..
يقترب منها ..
حتى بات يراها بصوره جليه
ثم يلتفت خلفه وحاله يقول " اين ذهب عمري "؟؟؟؟
في الاربعين ينظر الرجل الى حصاد كل ما خطط له
وتعب عليه في الثلاثينيات وما قبلها
لم يبق من العمر متسع- حسب وجه نظره - ان يبدأ من جديد بنفس الطاقه!
في الاربعينيات تكثر الحسابات مع الماضي
تكثر المراجعات
تكثر عمليات الجرد ..
وحسبه الربح والخساره
تصبح الايام التي انقضت من عمره تلمع في ذاكرته
كما تلمع مرآه في بطن الظلام ...
اين ذهبت اربعين سنه ؟؟؟
دوامه تفكيره ..
تكون بين النظر الى عمر رحل وولى الا من حصاد يجمعه اليوم ..
وبين عمر متبقي لا يستطيع ان يراهن على يوم واحد منه!!
الاربعين سن الرشد ..
سن النضج الحقيقي ..
والخبره والتجربه
انها مظهر الرجوله والخبره والنضج!
الاربعيني ..الساحر العاقل الناضج ..
الذي يطيح بقلوب الصغيرات ..
ويسرق لب المراهقات ..
كيف يرى نفسه ؟؟؟
تكثر في مجتمعتنا ثقافه ان الرجل مهما مرت عليه من السنوات
فاءنه لا يشيخ ...
يبقى فحل زمانه ..
وقادر على الانجاب الى اخر يوم من عمره
وان المرأه ..والمراه وحدها.. هي التي تهرم وتبلى..!
وتنتهي صلاحيتها الجنسيه ..
كما تنتهي صلاحيه برطمان فول فوق أرفف اي بقاله ..!
هكذا هي المقاييس المجحفه التي توجه وتتحكم في البنيه الذهنيه والنفسيه للانسان العربي ..
والتي بها تشكلت كل نواحي حياتنا!
في مجتمعاتنا الذكوريه الصرفه ...بداخل كل رجل عنتره!!
ذلك العنتره الفحل الذي لا يشق لها غبار
تلك الذكوره التي شكلت مجتمعاتنا باحترافيه ..
وجعلت كل شيء يصب منه واليه ..
من اجله ..
في خدمته ..
تحت تصرفه ...
فاذا كانت بطاقه التعريف الأوليه ..
والهويه الاساسيه في عالم الرجوله هي المهاره الجنسيه
و "قدره القضيب على الانتصاب"
فاءن اي رجل فقد قدراته الجنسيه وانتصاب قضيبه..
اصيب في مقتل ..!
وانتهت حياته ..مهما حقق من انجازات اخرى
حتى ان بعضهم ينتحر في انحاء العالم
هكذا يرى الرجل نفسه ..
وهكذا يزنها ..
بدون قدره على الانتصاب ..
يرى انه ليس رجل ..
هكذا ببساطه ...
فما بالكم لو كان هذا الرجل " عنتره " ؟؟؟!!
ولكن كل تلك الجلبه ...
وكل تلك القشور الغليظه من الموروثات التي نزهت الرجل من تأثير السنين ..
كلها تغطي خوفا فطريا دفينا في نفس ذلك العنتره من التقدم في السن...
كلها تغطي خوفا في مجتمع ذكوري صرف ..يستميت الرجل في ان يكون هو الاقوى دائما
الافضل دائما
صاحب الكلمه الاخيره والفصل دائما
ولكن الرجل يعلم بداخله فطريا -كل الرجال تعلم ذلك -
ان تلك الجعجه ليست صحيحه على الدوام
تبدأ دقات الساعه في وجدان الرجل اكثر وضوحا كلما اقترب من الاربعين ...
عندما تشق تلك الشعيرات البيضاء صدغيه ..
وتظهر تلك الغضنات حول عينيه
وتشق بعض التجعيدات جبينه
فتعصف به نفسيا ...
وتبرز المخاوف الفطريه التي داراها سنوات
وتتهاوى كل الادعائات التي كان يرددها من تاريخ تم توريثه جيل وراء جيل
الرجل لا يخاف من المرض
لا يخاف من الشيب
لا يخاف من الفلاس
لا يخاف من التشرد
لا يخاف من ان يفقد احد اطرافه!!!!
كمقدار خوفه من ان يكون عاجزا جنسيا!
او ان يكون هناك اي شيء يؤثر على قوه انتصابه وفحولته
في مجتمع ذكوري جعل فحوله الرجل هي المعقل الاول للرجوله!!
فماذا تراه يفعل لو استيقظ ذات صباح رمادي وهو عاجز جنسيا
وكيف سوف يواجه زوجته في فراش زلزل اركانه لسنوات
ثم يراها في احضانه نتظر محبطه الى قضيب مرتخي!!
هواجس الاربعيني تكون حول جوده اداءه الجنسي
يتسائل ان كان سيستمر كل الثلاثيني في السنوات القادمه ..
مخاوف الاربعيني من الامراض ..من العجز ..من تتلاشي الشباب..
أسئله ساخنه تؤرق مضجع الرجل والمرأه على حد سواء
هل الاربعينات فعلا تؤثر على قوه الرجل الجنسيه ؟
هل الاربعين فعلا هي اخر معاقل الفحوله؟
ما هي ازمه منتصف العمر ( مراهقه الاربعين ) وهل لها علاقه بجنسانيته
يتبع
7
7
.