[align=justify]اللامبالاة مرض خطير وداء عضال ابتلي به الكثير من الناس حتى أصبح ديدنهم في حياتهم،ولاشك أن خطره لا يقتصر على الفرد فقط بل يمتد إلى المجتمع ،وكم من أموال أهدرت بسبب اللامبالاة ،وكم من مصالح ضيّعت بسببه،وكم من أسر ضاعت وتشتت بسبب ذلك ،إن هذا المرض تفشى وانتشر بين أفراد المجتمع ،فأصبحنا نرى من لا يبالي بالاهتمام بأولاده بل بأسرته كلها،ومن لا يبالي بضياع الوقت من غير فائدة،ومن يضيع الأموال غير مبال بأهميتها وقيمتها،بل إن هناك من لا يبالي بالاهتمام بنفسه ناهيك عن الآخرين الذي هم تحت سلطته ،تبلّد إحساسه وضاعت منه المسؤولية ،واتخذ اللامبالاة شعارًا له ،لا يهمه ما يجري حوله سواء كان ذلك الأمر يعنيه أو لا يعنيه ،حتى وإن خسر حياته ،وهؤلاء أفراد وجودهم كعدمهم في المجتمع الأسري أو خارج محيط الأسرة ،إذا كان هذا هو منهجهم وطريقهم في الحياة التي تحتاج إلى جد واجتهاد واهتمام وعناية ورعاية فإن ضررهم سيتفشّى وسيخرج لدينا جيلا تربى على الكسل وتهميش الأمور ،جيل ليس لديه جانب في حياته معمور،جيل واضح عليه التفريط والقصور ،وأكثر المتضررين من أولئك الأسر التي بُنيت وهيّتت حتى أصبحت بسبب اللامبالاة بدون راع يرعاها ويدير شؤونها ،لأن الزوج جسم بلا روح ،للكسل مطروح ،وماأكثر البيوت التي تشتكي من إهمال أربابها من الرجال بالاسم فقط ،واسألوا الكثير من بنات حوّاء من المتزوجات كم يُعانين من عدم مبالاة أزواجهنّ بهنّ وبأولادهنّ ،وبإدارة شؤون الأسرة عموما ،ستجدون بلا الشك الإجابة المرّة والحقيقة المؤلمة ،وهنا أقول أعان الله أخواتي على تحمّل أعباء البيت وتربية الأولاد في ظل ضياع الآباء الذين خاب الظن فيهم،ولو وضعنا استفتاء بينهنّ لقال الكثير منهنّ بالحرف الواحد نحن نعاني من تطنيش أزواجنا لنا ولأولادنا ،ولا مبالاتهم بالمسؤولية ،وإهمالهم لبيوتهم،ولولا عناية الله ولطفه بالكثير من الأسر لانحرف الكثير من أبنائها ،فمتى يقيم هؤلاء للحياة وزنا ،ويعرفوا ويدركوا عظم المسؤولية المناطة بهم ،ويعالجوا أنفسهم بنبذ هذا الداء الخطير،ويهتموا بأنفسهم وأهليهم ،ويتخذوا الاهتمام والعناية والرعاية شعارات لهم في حياتهم ؟! إني مؤمل ذلك، فهيّا لنعمل سويا لإبعاد هذا المرض الفتّاك ،متمنيا للجميع التوفيق والعون والسداد ولزوم طريق الرشاد . [/align]