متى نقف مع أنفسنا وقفة تأمل ومحاسبة ؟!
في هذه الحياة التي كثرة ملذاتها وشهواتها وصُد فيها الكثير عن الغاية الأسمى والهدف المنشود نجد أن الناس فيها قد ألهاهم الأمل وأصبحوا يجرون خلف الفانية بحثا عن السعادة وعن إرضاء النفس وبلوغ مايشتهون وما كانوا عنه يبحثون إلا من رحم ربي وماعلموا أن هادم اللذات ومفرق الجماعات يتربص بهم ويقعد لهم كل مرصد وأن العمر فان ونهاية كل حي الفناء والزوال ،فلم يستعدوا للرحيل ولم يخافوا من الجليل لذا لم يكن لهم رصيد من الأعمال الصالحة إلا القليل يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم ،أمنوا مكر الله وماهم فيه من صحة وعافية ورغد في العيش ولايأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ،ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ،لاهون ساهون وعن طاعة ربهم معرضون ،أمهلوا وأنذروا ولكنهم لم يستغلوا مابقي من أعمارهم ،تتوالى عليهم النكبات والمصائب ولاتحرّكُ فيهم ساكنا ماتت قلوبهم نعوذ بالله من حالهم وعلا الران عليها حتى أصبح همهم اللهو وتتبع الشهوات والملذات ،فمتى يتوب هؤلاء ويعودوا لرب الأرض والسماء فيحاسبوا أنفسهم قبل يوم الحسرة والشقاء ؟! هل ينتظرون مرضا يوهنهم ويهلكهم ،أو موتا مفاجئا ،أو وهنا في العظام وكبرا في العمر معه لايستطيعون النهوض .
إننا أيها الأحباب جميعا بحاجة إلى وقفة جادة مع أنفسنا نحاسبها وندلها على الخير ونوجهها إذا ظلت الطريق ودعتنا إلى العصيان للرحيم الرحمن ،كي نفوز بالجنان التي فيها كل مالذ وطاب ونرزق فيها بغير حساب ،والكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والخاسر من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني كما قال الحبيب عليه الصلاة والسلام