وقفات مع الصحابة في رمضان
يروى أن الإمام مالكا (رحمه الله) كان يستأذن أصحابه بعد انتهاء درس العلم ليجلس مع الصحابة ساعة، فيدارسكتبهم، ويقرأ قصصهم، فتنطبع في نفسه تلك القدوة، التي لم يقدر له أن يعيش معهم، فإنحرم معاشرتهم الحية، فسيرتهم زاد له على الطريق.
كن كالصحابة في زهد وفي ورعالقوم هم ما لهم في الناس أشباه
عبـاد ليل إذا جـن الظـلام بهم كم عابـد دمعهفي الخـد أجراه
ومن المهم ونحن في رحاب شهر رمضان أن نقف مع الصحابة والسلفالصالح وقفات عميقة، نستعرض طرفا من سيرتهم العطرة في شهر رمضان؛ لتكون لنا زاداوقدوة على الطريق:
1 - الدعاء أن يبلغهم الله شهر رمضان:
يقول معلى بنالفضل: "كان الصحابة يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أنيتقبله منهم"، وقال يحيى بن أبي كثير: "كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان،اللهم سلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلا".
2 - تسمية شهر رمضان بـ "المطهر":
كما ورد عن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) أنه كان يقول عند دخول رمضان: "مرحبابمطهرنا من الذنوب".
3 - الإكثار من الدعاء بالمغفرة:
فقد كان عبد اللهبن عمر (رضي الله عنهما) إذا أفطر يقول: "اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيءأن تغفر لي".
4 - الاهتمام بالقرآن الكريم اهتماما خاصا:
قال ابن رجب: وفي حديث فاطمة (رضي الله عنها) عن أبيها (صلى الله عليه وسلم) أنه أخبرها "أنجبريل (عليه السلام) كان يعارضه القرآن كل عام مرة وأنه عارضه في عام وفاته مرتين" (متفق عليه)
وفي حديث ابن عباس "أن المدارسة بينه وبين جبريل كانت ليلا" (متفقعليه)
فدل على استحباب الإكثار من التلاوة في رمضان ليلا؛ فإن الليل تنقطع فيهالشواغل، وتجتمع فيه الهمم، ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبر، كما قال تعالى: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وطئا وَأَقْوَمُ قِيلاً} [المزّمِّل]
6 - وشهر رمضان له خصوصية بالقرآن كما قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَأُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىوَالْفُرْقَانِ} [البقرة : 185]. (لطائف المعارف ص315)
وكان عثمان بن عفان(رضي الله عنه) يختم القرآن مرة كل يوم.
وكان بعض الصحابة يختم القرآن كل سبع ليال في التراويح