[align=justify]يا ماضاع على الحاج من جمل
كان الحج في الزمن الماضي مشقة وتعب يتعرض فيه الحاج إلى قطاع الطريق (اللصوص) وإلى ضياع الإبل أو موتها أو نفاد الماء هذا مع طول المدة التي قد تصل إلى شهرين أو أكثر تبدأ قصة المثل:يقال بأن أربعة من الحجاج ذهبوا للحج وكان أحدهم دائماً يردد كلمة (الخيرة خفية) (أو ما ندري ويش الخيرة فيه) في كل عمل أو قول يردد هذه الجمل وفي يوم من الأيام وكالعادة وهم في طريقهم الى مكة أناخوا ركابهم تحت ظل جبل لعمل القهوة والغداء قام أحدهم بجمع الحطب والثاني بعمل القهوة والثالث بعمل الطعام أما الرابع كالعادة يذهب بركابهم للرعي حتى يجهز الغداء والقهوة ثم يعود ويأكل معهم الغذاء ثم يعود ويحضر الركائب وكان هذا الرجل يحب المزاح فلما ذهب بالركائب خلف الجبل اخذ ناقة صاحبنا الذي يردد كلمة الخيرة خفية إلى داخل الجبل ثم عقلها ورجع وأكل وشرب مع أصحابه ثم ذهب وأحضر الركائب الثلاث أما الرابعة فتركها داخل الجبل فلما وصل إلى جماعته قال إن ناقة فلان قد ضاعت قال صاحبها الخيرة خفية ياما ضاع على الحاج من جمل ضحكوا عليه وقالوا كيف الخيرة خفية بضياع ناقتك وعلى أي شيء تحمل متاعك وتركب وبينما هم يتجهزون ويتأهبون ويحملون أمتعتهم وإذا بمجموعة من اللصوص يهجمون عليهم ويأخذون الركائب الثلاث وبعض المتاع ويهربون أما أصحابنا الحجاج فقد جلسوا في ظل هذا الجبل لا ركائب تحمل متاعهم الباقي ولاشرابهم عندها ضحك صاحبنا الذي قام بهذه التمثيلية وقال صدقت يا فلان الخيرة خفية فقد سلمت ناقتك من اللصوص ثم أخبرهم بالقصة وذهب وأطلق عقال الناقة ثم أحضرها ثم حملوا عليها طعامهم وشرابهم وبقية أثاثهم حتى وصلوا إلى مكة المكرمة وبعد الحج اشترى كل واحد منهم له راحلة ثم رجعوا إلى أهلهم وفعلا الخيرة خفية وياما ضاع على الحاج من جمل.[/align]
@ ملحوظة :هذه القصة وغيرها من قصص الأمثال موجودة في كتاب (قصة مثل) للشاعر والراوي :ناصر بن عبدالله المسيميري