وفي غربتي " وطن "
في مرقدي نغصه
وفي رحلتي شجن
يسري الفكر في خيبة رجاء
يشكي الحر من حظاً تعيس
يتضاعف الهم في ليل الدجى
يتساقط الدمع في غيبة ونيس
فلم يعد لي شيء غير غربة
هنا غربة وفي موطني غربة
حلمي القديم أصبح سراب
يا هلا ماتت وحل العتاب
لم يبق لي من الحلم غير ذكرى
كنت أحلم إن الوطن يحتضن من يأتي إليه
لم يعد لي ما كنت أحلمه
أضحك مع الناس لعل الناس تضحك
وهم ينكرون ضحكتي
وأبكي من أجل الوطن
وهم يستغربون دمعتي
في بسمتي كذبة
وفي دمعتي غربة
لم يبق لي شيء في موطني غير موضع قدم
أمامي خوف وخلفي خوف وفي داخلي هم
وأسمع نغم واركض وراء صوت النغم
وعندما اقترب صوت النغم مني
غاب عني وعادت وحدتي
وانظر هنا وهنا ولا من يجيب النداء
وبعد يأس يأمرني إحساسي بنظرة إلى السماء
وأردد آه وأسمع زفرة أنفاسي من هذا الجفاء
وفي لحظة ألم يقع طرفي على طائر الألحان
وانظر له بلهفة شوق وهو في أعلى فنا
يا طائر الألحان أعد لي صوت النغم
وأرى الحزن في عينيه
ينتفض خوفاً كأن البرد يكسيه
لمَ هذا الخوف يا طائر الأشجان ؟
يجببني ألست إنساناً ؟
بلى ولكني غريب
غريب في وطني
فلو تقترب مني ستجد مني وفاء
يعاندني ألست إنساناً
بلى ولكني غريب