قصة واقعية
كنت أخفيها في طيات أفكاري
وآن الأوان لأن تظهر / الجزء الثاني
الأسماء مستعارة وذلك ستراً لأصحابها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
مضت الليالي والأيام
والأحلام وكانت بمثابة سنين في حياة خلود وحديث التواصل فيما بينها وبين زوجها شبه مقطوع بل هو مقطوع من الأصل ولكن الرابط هو الأطفال .
وبعد أيام قررت الأخت الصغرى السفر إلى زوجها وتركت خلفها الحزن والهم والكابوس الدائم ليخيم تماماً على إختها خلود .
خلود هاجس الإنتحار يراود مخيلتها من حين إلى حين ومن وقت إلى وقت
وحاولت تخفيف ذلك الهم وذلك الحال الخانق وتلك الهواجيس بقراءة القرآن وبالصلاة فكانت مثل البلسم الشافي لجراحها والدواء الشافي لأوجاعها وآلامها .
وما أن يحل الليل يبداء مسلسل التفكير في الإنتقام من نفسها اولاً وتارة من زوجها وفي كل مرة يقف الأبناء حاجز لتلك الهواجيس
مضت الأيام وسيطر هاجس الإنتحار على تفكيرها بسب الخيانات المتتالية من الزوج .
وما أن جاء الوقت الموعود بادرة شرب كمية كبيرة من مادة الكلوروكس وما أن أستقر في بطنها رأت الموت المحتوم الذي كانت لا تعلم حينها أنه مر لا يستطيع أن يتجرعه الإنسان بإرادته ولكن عناية الله كانت فوق ذلك .
سارعت تركض في أرجاء المنزل وتتنقل من مكان إلى مكان تريد أن يدخل الهواء إلى صدرها وأن تعود الأنفاس إلى ما كانت عليه ولكن للأسف بدأت تختنق والأطفال ينظرون اليها نظرة الخوف والهلع وهي على تلك الحال !
كانوا ينادون ويصرخون ( ماما ) وفي لحظة أعاد الله الأنفاس وقامت بالإستفراغ وكادت أن تموت .
وفوراً أتصلت إبنتها الكبرى بأبيها لتخبرة بما حصل وبادر مسرعاً للعودة إلي المنزل ومن ثم إلى المستشفى وكانت الفاجعة حينما سمع الزوج من الطبيب المباشر أنها حالت انتحار وتم التعامل معها والحمدلله ..
. وصحتها الأن بخير .
عادوا من جديد لمنزل الإحلام الكابوسية الدائمة لتلك الزوجه خلود ..
وأما الزوج فكعادته إتصالات ومواعيد ومهاتفات وسعي لكل ما هو محرم ولكل ما فيه تجريح
مع العلم أن خلود كانت حريصة على عدم جرح مشاعره أمام الأطفال وكذلك زيارتها لتلك الغرفة أثناء تواجده قليلة جداً إلا في حالة الضرورة .
ومع مرور الأيام وفي لحظة قبل غروب الشمس وخلود في غرفتها بالقرب من الهاتف
سمعت الهاتف يرن
الو . السلام عليكم .
وعليكم السلام
ممكن أخذ من وقتك اشوي .
أسفه .. ولو تكرمت أرجوك لا تتصل مرة ثانية ’’
أبشري لن أتصل مرة ثانية لكن بشرط .
حلوه هذي وش الشرط ’’
تعطيني من وقتك دقايق .
بصراحة كلكم يا الرجال خونه ’’
أنا أشوف كل النساء ما هم خونه .. ولكن كلن يناظر الناس بعين طبعه .
خلود بعد هذه الرد طال صمتها على السماعة وفجأة أغلقت السماعة .
بدأت تبكي وكأنها طفلة .. وتحرص كل الحرص أن تكون دائماً في غرفتها لكي لا يرى الأطفال ما يصيبها من حالات هسترية من البكاء ..
خلود دائماً من يراها يعلم أنها تخفي من الحزن والآلام الكثير والكثير .. ولكن لعدم بوحها بذلك لا تجد من يؤكد ما يراه ويتوقعه لأنها لا تتكلم ولا تشتكي إلا لرب العالمين .
وفي يوم من الأيام وصل أليها خبر بقدوم أخوها وزوجته لزيارته .
فتغيرت وبدلت من حالها وكأنها ولدت من جديد .. بدأت ترتسم الفرحة في البيت وبداء الكابوس يتبدد شيئاً فشيئا .. وكما قلت سابقاً الفرحة ثواني معدودات في حياة خلود ..
وصل البشير بالبشارة بوصلهم عند الباب التقت العائلة وعادة الأخوة من جديد وتساءل الجميع عن الحال وألتف الخال بالأولاد وخلود بزوجة الأخ وبدأت الضحكات تعلوا والأطفال مع الأفطال يلهون .أيام معدودة وقرر الأخ بالسفر وترك زوجته وأولادها برفقة خلود لمدة أسبوع ومن ثم يعود لأخذهم .
أما ذلك الشبح الزوج فحياته ظلام ودخوله للبيت يعني دخول الموت وخروجه يعني ولادة جديدة ..
وذات مرة عاد من عمله كالعادة ثم صعد لغرفته التي أصبحت مأوى للشياطين ولكل فعل مشين .
وعادة الليالي لترسم خبراً آخر بعد أن نام الأطفال وودعت زوجت الأخ خلود . لكي تنام .
توجهت خلود للغرفة لكي تواصل رحلة الهواجيس والأفكار ولكن قررت أن تصلي فبادرت بالوضوء وما أن خرجت من الحمام ., إلا بصوت صراخ خفيف وهمسات غريبة من غرفة زوجة أخوها فكانت كالحلم ولكنها حقيقة وقفت متسمرة وكأن التاريخ يعيد نفسه فبادرت وسارعت للذهاب للغرفة والدخول بكل سكينه لكي لا يشعر أي أحد بها .
ودب الشك والخوف في نفسها فعزمت وقررت العودة لتنظر ما يخفي القدر لها في تلك الغرفة
( غرفة زوجة أخيها ) .
تحيات اخوكم
ورد ~ وبارود