بكل وقاحة يأتي «محرك قوقل» ليعلن: «إن العرب الأكثر بحثا عن المحتوى الجنسي عالميا»، هكذا بسهولة يريد إقناعنا ألا أحد يتحدث عن الجنس ويهتم بالجنس ويغويه الجنس إلا نحن وباكستان.
قد يبدو الأمر محبطا، وبالأخص أننا نتحدث كثيرا عن فساد الغرب والشرق، وانحلالهم أخلاقيا، من باب أن الأخلاق لدينا توقفت عند علاقة الرجل بالمرأة، ولكن هل هذه الإحصائية صادقة؟
يمكن لنا بسهولة نفي التهمة كما نفعل عادة، فندعي أن «قوقل» يريد تشويه صورتنا نحن الأخلاقيين، ولكن بعيدا عن «محرك قوقل» دعونا نسأل أنفسنا: هل نحن العرب الأكثر بحثا عن المحتوى الجنسي في الانترنت، أم نحن أبرياء؟
وإن كان الأمر كذلك.. لماذا نحن على هذا النحو؟
حين تجوب العالم الوهمي المسمى بالانترنت، وتفتش في المواقع الإخبارية «كموقع الصحف الورقية والمنتديات العربية، ستجد أن المواضيع الساخنة هي تلك المواضيع التي تتحدث عن الجنس، وفي كل موقع لا يمكن لأي موضوع منافسة المواضيع التي تتحدث عن الجنس، وكل مرة ينشر موضوع يتحدث عن الجنس أو الاغتصاب أو خبر فضائحي تجد في زاوية المواقع تحت عنوان «اختيارات القراء خلال اليوم»، أن المواضيع الأكثر قراءة والأكثر إثارة للتعقيب والأكثر حفظا والأكثر إرسالا هي المواضيع التي تتحدث عن الجنس، مع أن هناك مواضيع جادة، لكنها لا تلقى اهتماما.
كذلك حين تتجول في المنتديات العربية، ستجد المواضيع الجادة مهملة ولا أحد يزورها إلا ليكتب «جزاك الله خيرا» إن كان الموضوع ينافح عن الدين، أو «مقال رائع» إن كان فلسفيا أو يتحدث عن أزمة اجتماعية بعمق، أما المواضيع التي تتحدث عن الجنس هي الأكثر تفاعلا، وإن كان البعض يأتي ليؤكد على أخلاقياته وهو يوبخ التافهين المشغولين بالتفاهات.
خلاصة الأمر أن «محرك قوقل» لم يكذب في إحصائياته، لكنه نمام، وفضح ما نريد إخفاءه.
وإن كان الأمر كذلك، لماذا نحن على هذا النحو؟
يقال إن بداخل كل إنسان طاقة، هذه الطاقة إن لم تخرج سيحدث خلل في جسد الإنسان، لهذا تخرج هذه الطاقة من ثلاثة منافذ: المجهود البدني يستنفذ جزءا من هذه الطاقة، الجهد الذهني كذلك، وبالتأكيد الجنس يخرج جزءا ثالثا، ليعيد التوازن للإنسان.
وبما أن العرب أقل إنتاجية على مستوى العالم، كذلك غالبية المجتمع ممنوعون ومنذ الصغر من التفكير، أو هم لا يحتاجون للتفكير، لأن هناك من يفكر عنهم ويحدد لهم كيف يعيشون الحياة، لم يبق لهم سوى المنفذ الثالث؛ ليخرجوا هذه الطاقة، ويعيدوا التوازن لأجسادهم، فكان من الطبيعي أن تخرج إحصائية الباحث العظيم «قوقل» على هذا النحو.