( مرحبًا بالشتاء ، تنزل فيه البركة ، ويطول فيه الليل للقيام ، ويقصر فيه النهار للصيام )
قال ابن رجب ـ رحمه الله ـ :
( إنّما كان الشتاء ربيع المؤمن لأنّه يرتع في بساتين الطاعات
ويسرح في ميادين العبادات وينزه قلبه في رياض الأعمال الميسرة فيه )
ما أجملها من بساتين نظِرة ، وجنان وآرفة ، وقلوب بروعة الإيمان عامرة ؛
هي‘ دعوة لنتفيأ ظلال الأنس في رحاب أقوالهم والسير على خطاهم مهتدين بهداهم ،
لنكن حسنة في صحائف حسناتهم ، ونعمل بها مرة حتى من أهلها " كل مرة " !
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«اشتكت النار إلى ربها فقالت: يارب أكل بعضي بعضًا فأذنْ لي بنفسين، نفس في الشتاء ونفس في الصيف،
فهو أشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير»
متفق عليه. والمراد بالزمهرير شدة البرد.
قال ابن رَجب:
'فإنّ شدة برد الدنيا يذكر بزمهرير جهنم'.
وهذا ما يوجب الخوف والاستعاذة منها، فأهل الإيمان كل ما هنا من نعيم وجحيم يذكرهم بما هناك من النعيم والجحيم
حتى وإن شعر القوم بالبرد القارس فيدفعهم هذا إلى تذكر زمهرير جهنم،
ويوجب لهم الاستعاذة منها، ويذكرهم بالجنة التي يصف الله عزوجل أهلها فيقول عزوجل:
'مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيرًا' الإنسان 13
قال ابن رَجب:
'فنفى عنهم شدة الحر والبرد'.
قال قتَادة:
'علم الله أنّ شدة الحر تؤذي وشدة البرد تؤذي فوقاهم أذاهما جميعًا'.
" نسأل الكريم من فضله "
حتماً إذا استشعرنا دفء الطاعة ، وأنس العبادة ستتلاشى قسوة الحياة والآم الأيام
هي جنة في الصدور ليوم الملتقى في جنة الخلود تقر بها أعين المشتاقين !
..........................°●ثَمّةَ أََرَجْ●°
’’ يآ أنيس المستوحشين
سبحانك ،،
[ ما أضيق العيش على من لم تكن دليله ،
وما أوحش البلاد على من لم تكن أنيسه ] !
.. ربِّ نسألك إخلاصاً وقبولاً وأنساً بك وحدك ..
شتآؤكم ربيعٌ وَ ذكرى‘
توقيع
ريحة عطر..:: تاج المنتدى و كبار الاداريين سابقآ ::..