[align=justify]جميل أن يعترف الإنسان بخطئه فتحسب له فضيلة ،والاعتراف بالخطأ أول خطوات التصحيح والتكفير عنه ،وكل إنسان جُبل على هذا فكلنا نخطئ وكلنا يغضب وتنتفخ أوداجه ويصاب بالهم والغم ،وكلنا لديه غريزة حب الانتقام ،والتسرع في الأمور بمساعدة من الشيطان الذي يدفعنا لذلك وفي النهاية نحن الخاسرون ،لذا يجب علينا قبل أن نعمل أو نتكلم أن نفكر جيدا في عملنا هل هو صحيح أم أنه مخالف وفيه ضرر ،ونستشير الآخرين فيه كي لانندم وحينها لاينفع الندم بعد أن يقع الفأس في الرأس وتأتي أداة التمني ياليت ،التي لن تفيدنا بعد فوات الأوان ،وليس من العيب أن نعترف بما اقترفنا ونعتذر لمن أسأنا له إذا كان هذا الاعتراف لن يسبب خلافا أكبر بيننا وبين من آذينا بقولنا أو فعلنا ،سواء بالزيارة والاعتذار أو عبر رسالة من الجوال تعيد المياه لمجاريها وتبعد الشحناء والبغضاء فيها جميل الكلام والدعاء الخالص ،والطيب العاقل الذي يتحكم بعقله وعواطفه لن ينجرف وراء هوى نفسه الأمارة بالسوء التي تقوده لحوض المنايا حتى تدركه وترمي به في مكان سحيق ،وليكن قدوتنا في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم الذي قالت عنه عائشة رضي الله عنها : ((أنه مانتقم لنفسه قط)) فلن نترك الكبرياء والهوى والشيطان خلفنا ظهريا ،ونعود إلى رشدنا ونبحث عن الحق المبين الذي فيه راحة بالنا وطمأنينة قلوبنا ،ونحمل للناس الود والاحترام ،ونسامح من أساء إلينا ونحسسه بخطئه بقول : (( سامحك الله)) وستكون النتيجة مرضية جدا وفيها خير لنا ،ولانبحث عن الانتقام من الأنام فنخسرهم ونغضب رب الأنام ،وما أجمل الرضى عن الآخرين وتصفية النفوس وقهرها عن الزلل والطريق المعوج !وكسب محبة الناس وهي بلاشك كنز للإنسان في الدنيا سيقوده آجلا إلى كل خير ،فلاتنتقموا ممن أساء إليكم فتخسروا كثيرا ،والكيس من دان نفسه ،والخاسر من أتبع نفسه هواها ،مذكرا للجميع بقول الشاعر:
واصبر عل كل ما يأتي الزمان بـه@@صبر الحسام بكف الدارع البطل
واستشعر الحلم في كل الأمور ولا @@تسرع ببادرةٍ يوما إلــــــى رجل
وإن بليت بشخص لاخـــــــــلاق له@@فكن كأنك لــــــــم تسمع ولم يقل
فكونوا أهل صفاء ونقاء ،وابحثوا عن الحق وخذوا به ولاتركنوا إلى الذين ظلموا فتندموا ،وبادروا بالصفح عمن أساء إليكم ،وسامحوه ولاتكافئوه بالمثل ،وكونوا ممن يدرؤون بالحسنة السيئة ،وستكون لكم العقبى في كل شيء .[/align]