[align=justify]احذروا إهانة الآخرين وجرح مشاعرهم !!
عجيب أمر بعض الناس أولئك الذين يتتبعون العثرات والسقطات ويسعون بقصد أو بدون قصد لجرح الآخرين إما قولا أو فعلا أو كتابة ،فإن كان هؤلاء لايدرون بذلك ولم يحسوّا به فتلك مصيبة ،وإن كانوا يعلمون بذلك ويتعمدون فالمصيبة أعظم ،وكم من شخص ذاق مرارة الأسى والألم من هؤلاء بسبب جرحهم له ؟ لدرجة أنهم كرهوه وكرهوا كل شيء منه ،وأصبحوا يحذرون منه ،بل كم من شخص قال قولا ؟أو كتب كلاما رد به على إنسان ويظن أنه أمر عادي ومر مرور الكرام وهو عند من قيل فيه أو كتب عنه عظيم ،نعم نحسب مانقول هينا وهو عند من قلنا فيه عظيم ،وفيه جرح لمشاعره ،وخاصة النساء لامتلاكهن المشاعر الرقيقة والعاطفة الجيّاشة التي جبلت عليهما،وماأجمل اللطف مع الآخرين ولين الجانب !ومخاطبتهم بأدب وبكلام حسن ،تأدبا معهم واحتراما لهم ،ومهما كان خطأ الشخص لابد أن نكون لطفاء بسطاء ،نتحاور بأفضل وأرقى أسلوب ،بالكلام الطيب وبالموعظة الحسنة ،بعيدا عن الشحناء والبغضاء،والغلظة في القول حتى لا نجرح أحدا ولانخطئ على أي شخص ،لأن الناس لديهم أحاسيس ومشاعر تلتهب متى ماأهين صاحبها ،ثم إن النصيحة علاج ناجح لكسب احترام الناس في جو ودي وحبي بعيدا عن أعين الآخرين حتى تؤدي ثمارها وتصفى القلوب وتكون أدعى للقبول ،وصدقوني بأن كل كلمة تخرج من أفواهنا أو نكتبها وفيها جرح لإخواننا لها تأثير وأي تأثير إنها تجلب الحزن للقلب والضيقة ،وتدعو الدموع إلى الخروج من المآقي ،وتحطم النفس ،وتجعل الإنسان في حيرة من أمره ،يأخذ به تفكيره في كل واد حتى تسيء حالته بسبب إيذاء الآخرين له إما بالقول أو بالفعل أو الكتابة ،وكل منا يدرك خطورة الزلل على عباد الله بجرحهم احتقارا وذلا وتحطيما حتى تسودُ القلوب وتمتلئ حقدا وحسدا على جارحها ،والجرح لابد أن يكون له أثر في الإنسان كلما تذكره وتذكر من تسبب به ضاق صدره ،وذاق مرارة الأسى والألم والحزن ، وفي هذا يتجلّى مايمحُى به الجرح ،وتواسى به النفس عند الشدائد ،وهنا يظهر موقف الشجاعة عند المرء ذكرا كان أم أنثى عندما يعلم بأن هذا الأمر وارد الحدوث في أي لحظة إذ لاغرابة حدوث مثله في هذا الزمان ،إضافة إلى كونه قدرا مقدورا ،والناس تختلف أجناسهم وعاداتهم وتقاليدهم ومعاملاتهم ،وثقافتهم ،وسعة علمهم ،ووساعة صدورهم ،واختلاف ألسنتهم وأقلامهم إذا أن فيهم الطيب بكل ماتحمله هذه الكلمة وعلى العكس تماما ،وفيهم صاحب الأخلاق العالية الذي يفرض على الآخرين احترامه لأنه هو من احترم نفسه ودعا بكلامه وبقلمه الآخرين للوقوف تقديرا واحتراما لشخصه ،ومن فعل ذلك وأحسن أحسن لنفسه ومن أساء فعليها،وهناك من هو سم قاتل بكلامه وبقلمه ،والدنيا مدرسة يتعلم فيها من كان قلبه حيا وصاحي الفكر ،خاصة أنها مليئة بالتجارب والدروس والعبر،والأيام كفيلة بتوضيح العاقل من السفيه ،والعالم من الجاهل لنا فيها ،والصالح والطالح ،لنكون على حذر،ثم إن البعض من الناس لايعتد به ولابقوله ولابكلامه لأنه عُرف بالسفه وقلة الحياء،وطبعه المشين وهشاشة قلمه ،وكثرة لله وخطئه ،وقلة مروءته ،إذ لاغرابة أن يتجنّى هذا وأمثاله على الآخرين بجرح مشاعرهم والنيل منهم غير مبال بنتيجة ذلك الجرح التي لاشك بأنها وخيمة ،ولها تأثير على أصحابها ،فهل سنفتح صفحة جديدة مع أنفسنا مراجعين لها ،ومعاهدين الله أولا ثم إخواننا بالتأدب معهم ،واحترام مشاعرهم ،ونهج الأسلوب الأمثل في الحوار،ونعاملهم معاملة أخوية،ونكف أقلامنا وألستنا عنهم ،حتى ننال السعادة في الدنيا والآخرة ونكسب شهود الله في أرضه محبة وعطفا وتقديرا ودعاء ،في هذا المنتدى الذي يجمع نخبة من نجوم الكلمة من الأخوة والأخوات الطيبين والطيبات ،أصحاب الحب والتقدير وطيب الكلام ،وحسن المعاملة وهذا حسبنا بهم والله حسيبهم ،وفي خارجه ،وهذا ماتيسر لي جمعه من أفكار عن هذا الموضوع فإن كان فيه خطأ فمن نفسي والشيطان ،وإن كان صوابا فمن الله والحمد لله على ذلك ،وعذرا إخواني وأخواتي على إطالتي المملة ،تحيتي لكل قارئ للمقالي وزائر لمنتدانا الرائع بأهله وبما ينشر فيه من درر من الجنسين الكريمين .[/align]