شيمة عنقرية
[align=justify]الشاعر والفارس الكريم بداح العنقري التميمي ـ رحمه الله ـ كان من سكان بلدة ثرمدا ،يقال أنه سكن قريبا منه بادية كثيرة في أيام الصيف من أجل الماء ،وقد أحبّ فتاة منهم وأراد أن يتزوجها على سنة الله ورسوله ،فأمر إحدى النساء أن تسأل الفتاة عن رأيها في بداح فقالت الفتاة هو شاعر كريم ولافيه مايعيبه فإذا رحلنا بعد أسبوع إلى الربيع فليلحق بنا ويطلبني من والدي ولامانع عندي ،أخبرته المرسلة بقول الفتاة ،لكن الفتاة لم تكن صادقة فيما تقول وعلى قولنا ( تضحك عليه ) رحل النزل من ديار العنقري وتوجّهوا إلى الفلاة وبعد فترة ركب فرسه وأخذ سيفه ورمحه وركّب عبده على راحلة تحمل الماء والطعام ،وصل العنقري إلى مرابع والدها فنصب خيمته في طوارف النزل وقاموا بإكرام بداح العنقري وكانوا يقيمون الحفلات وليال السمر والمحاورات والعرضات ،وكان بداح جميلا يجيد اللعب بالسيف والرمح والنساء يشاهدنا مايحدث فقالت الفتاة لاتنظرن إليه هذا حضري زين تصفيح ( أي زين لعب ورقص أما الفروسية والشجاعة فلا ) ،نقلت إليه هذه العبارات وعلم بأنها لاترغب به زوجا ،مكث العنقري عدة أيام وهو يطلب من الله أن تؤخذ إبلهم ويحصل عليهم غارة حتى يظهر فعله ويرد اعتباره وفعلا صبحوهم الفضول من قبيلة قحطان وأخذوا جميع إبلهم ،اشتد القتال وانهزم بعض جماعتها وخافت على إخوانها فجاءت إلى بداح العنقري وهو في خيمته فقالت له ابداح اليوم يومك ،فقال أنا زين تصفيح ثم كررت عليه النخوة ،فأسرج فرسه ولحق بالإبل فردّها بعد أن أخذ قلائع الخيل ،قيل أنها ثلاثين ،مرّ عليها وأعطاها القلايع ثم ذهب إلى خيمته وغسّل وغيّر ملابسه وجاء إلى بيت والدها وكأنه لم يحضر المعركة ،وكان البيت ممتلئا بالرجال سلم العنقري وجلس وكان كل واحد يقول :فعلت كذا وكذا ،لكن إخوة الفتاة يعلمون بأن العنقري هو الذي فعل وفعل وردّ الإبل ،ودخلت الفتاة على الحضور وبيدها القلائع وألقت بها بين الحضور وأخذت الدلّة وصبّت ثلاثة فناجيل للعنقري ثم أراقت القهوة على منارة النار وقالت: هذا الذي ردّ الإبل وقد قبلت به زوجا ،لكن العنقري رفضها لأنها هي التي رفضته قبل ذلك وهذه من شيم العرب، عندها قال هذه القصيدة الرائعة =[/align]
الله لحد ياما غزينا وجينـــــــــــا
وياما تعلّينا عصيرٍ مراويـــــــــح
وياما تعاطت بالهنادي يدينــــــا
وياماتقاسمنا حلال المصاليـــــح
وراك تزهد ياريش العين فينــــــا
وتقول خيّال القرى زين تصفيــــح
البدو واللي بالقرى ساكنينــــــــا
كل عطاه الله من هبّت الريــــــــح
الطيب ماهو بس للضاعنيــــــــــنا
امقسمٍ بين الوجيه المفاليــــــــــــح
يوم الفضول بحلتك شارعينــــــــــا
والخيل باخوانك سواة الزنانيـــــح
إلىانكسر رمحي خذيت السنينـــا
وخليت عنك الخيل صمٍّ مدابيــــــــح
هيّا عطين الصدق هيّا عطينـــــــــا
وما عطيتينيّاه والله لااصـــــــــــيح
لاصيح صيحة من غداله جنينــــــــا
ولاخلوجٍ ضيّعوها السواريــــــــــح
ياعود ريحانٍ بجنب البطينـــــــــــا
من وين ماهب الهوى فاح له ريــح
لاخوخ لارمان لاطلع تينــــــــــــــا
لامشمش البصرة ولاهن تفافيــــح
وخدٍّ كما قرطاسةٍ في يمينــــــــــا
وعيون نجلٍ للمشقا مذابيـــــــــــــح
أرجو تثبيت القصة وشكرا