الأم وما أدراك ما الأم ؟إنها صاحبةالقلب الحنون،والفضل عليك بعد الله في خروجك إلى الدنيا،حملتك تسعة أشهربين التألم والضجر،تسهر من أجل راحتك وسعادتك على حساب نفسها تعطف عليك وترحمك، تضحي بالغالي والنفيس من أجلك،همّها الأول والأخير سعادتك وإرضاؤك إذاجلست معها وتجاذبت أطراف الحديث ترى السعادة تبدوعلى محيّاها وأنت بالقرب منها، تسدي لك النصح والتوجيه والإرشاد وتستأنس بذلك،تتمناك أحسن الناس أدبا وخلقا ومكانة ،همّها أن تراك في أحسن حال،إذا مرضت تضيق بها الدنيا ذرعا حتى يشفيك ربك ويعافيك وكأنها هي المريضة ،قلبها مملوء بالحب والرعاية والعطف والرحمة ،كل هذه الصفات موجودة فيها بل أكثر من ذلك ،وما كتبته عنها قليل من كثير وغيض من فيض ، ولكن ماواجبك نحوها ؟ وماذاتفعل حتى ترد لها ذلك الجميل؟ بل ماذا يجب عليك فعله حتىتنفذ وصية ربك ورسوله فيها ؟إن ذلك سهل وميسر لمن هداه الله وقرأ كتاب الله وسنة رسوله وعرف فضل البر بها وعظم جرم عقوقها والإساءة لها،وكم من شخص تنكر لذلك الفضل بعقوقه لها وتهميش عظيم صنيعها به وفضلها عليه،وقد قرأت قبل فترة قصة امرأة في منطقة الباحة تنكر لها أبناؤها وهجروها بل وضربوها والعياذ بالله ،حتى أنهم حسب ماقرأت هددوها بالقتل فأي أولاد هؤلاء ،وأي قلوب كانوا يحملونها!!أين الرحمة بالأم ؟ بل أين البر بها الذي أوصانا به ربنا ورسولنا صلى الله عليه وسلم ؟ بل أين ذهب تعبها عليهم واهتمامها بهم عندما كانوا صغارا حتى ترعرعوا وصاروا كبارا ؟!!،رحماك ربي مما صنعه هؤلاء بأمهم ،أولئك الذين تراكم الصدأ على قلوبهم ،وعدم الإيمان فيها ،بل إن هناك من الأبناء من وصل به الحد إلى قتل أمه بكل جرأة وبدون وجل ،والأمثلة على العقوق كثيرة لايتسع المجال لذكرها،ولانستغرب ما فعله هؤلاء الأبناء وغيرهم من صور العقوق في ظل ضعف الوازع الديني،وعدم معرفة حق الوالدين وخاصة الأم ،وخطرعقوقهما،إضافة إلى مايحملونه من فكرهدام جرّهم إليه رفقاء السوء والشيطان الذي سوّل لهم،وجرهم إلى المهالك بهذا التصرف ،لذا أدعو كل إنسان في هذه الدنيا أعطاه الله قلبا واعيا ،وإيمانا وخوفا من الله أن يحافظ على بر الوالدين إذا كانا على قيد الحياة ،ويعمل كل ما في وسعه لإرضائهما والبر بهما والإحسان إليهما فإن ذلك خير له في الدنيا والآخرة ،ومن فقدهما ويا لا تعاسته وشقائه أن يدعو لهما ،ويتصدق عنهما ،ويبر بصديقهما ،فإن البر بالوالدين لا يقتصر على وجودهما في الحياة ،رزقني الله وإياكم البر بالوالدين في حياتهما وبعد مماتهما ،شفى الله والدتي مما حل بها ،وأعاد لها عافيتها وجميع مرضى المسلمين ،وأقر عيني بعودتها إلى بيتها سالمة غانمة ،وأتمنى من كل من يمر على موضوعي الدعاء لأمي ولجميع مرضانا .