الأزمة النفسية عبارة عن العجز في ضبط التوازن النفسي وانعدام القدرة على حل المشاكل النفسية
أو وصول الحالة النفسية إلى حافة الانهيار.
وعندما يصاب شخص ما بأزمة نفسية فقد يشعر بذلك في حينه وقد لا يشعر بذلك ولو بعد حين.
وقد يصاب الإنسان الملتزم بعادته القديمة على امتداد سنوات طويلة بالأزمة النفسية بسهولة
كما يصاب بها معظم مدمني العادات السيئة بسهولة أيضا وخاصة عندما يحاولون التخلص من هذه العادات السلبية
فستكون أعراضها المرضية بارزة وواضحة جدا في سلوكهم اليومي.
وما يظهر على الإنسان من علامات الأزمة يسمى بالعوارض النفسية والتي هي تلك التفاعلات النفسية
التي تطرأ على الفرد نتيجة تفاعله مع ظروف الحياة اليومية ، وتستمر لفترات قصيرة ، وقد لا يلاحظها الآخرون ،
ولا تؤثر عادة على كفاءة الفرد وإنتاجيته في الحياة ، كما لا تؤثر على عقله وقدرته في الحكم على الأمور . وتعد
هذه العوارض النفسية جزءاً من طبيعة الإنسان التي خلقه الله بها ، فيبدو عليه الحزن عند حدوث أمر محزن ،
ويدخل في نفسه السرور والبهجة عند حدوث أمر سار .
من هنا نعلم أننا جميعا معرضون للإصابة بالأزمات النفسية..
فمشاكل الحياة في زيادة..
لكن هناك حصن حصين يحمي الإنسان المؤمن من الوقوع في الأزمات النفسية
انه حصن ( الإيمان بالقدر خيره وشره)
فالإنسان حين يؤمن بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه..
وحين يحسن الظن بربه فإنه يكون على علم ويقين بأن الله لن يقدر له في هذه الدنيا إلا ما فيه خير له سواء
أعرف هذا الخير عاجلا أم آجلا
الأزمة النفسية ناتجة عن الـتأثر بصدمة حياتية قد تتكرر ونتيجة تكرارها
أو تواجد أزمات أخرى إلى جانبها قد تتطور الأزمة إلى مرض..
ولهذا كان علينا أن نقف طويلا أمامها لنتعرف عليها جيدا حتى نصدها بالوسائل الممكنة
للتصدي لها لتبقى نفوسنا قوية نقية بعيدة عن الأمراض والعلل
المرض النفسي والعقلي :
تنقسم الأمراض النفسية والعقلية بصفة عامة إلى قسمين رئيسيين :
الأمراض العصابية ( النفسية) والأمراض الذهانية ( العقلية ) .
ولكل نوع مميزات وصفات تفرقة عن النوع الآخر...
ففي الأمراض العصابية لا تتأثر شخصية المريض وأحيانا تتغير تغيرا بسيطا ،
حيث يكون المريض مستبصرا بمرضه ، مدركا إدراكا صحيحا لما يجري حوله ،
غير مضطرب التفكير ، يتعامل مع الواقع الذي يعيشه ويتفاعل معه
المرضى العصابيون ( النفسيون) أشخاص يتميزون بسهوله الانفعال,
تسيطر عليهم بعض الأعراض المحددة كالخوف من بعض الموضوعات أو الخوف الشديد من المرض الجسمي مما يصبغ
حياتهم دائما بعدم الاستقرار والتهديد وتوقع الشر عندما لا يكون هناك شر
لكنهم في العادة قادرون على مواصلة النشاط بالرغم من القيود الداخلية التي يفرضونها
على أنفسهم ويقال إننا جميعا نتعرض لبعض اللحظات العصابيه في حياتنا اثر أزمة أو خبرة
من الخبرات المؤلمة في الحياة
أي أن معنى المرض النفسي معنى واسع يمتد في أبسط أشكاله من اضطراب التوافق البسيط إلى أشد
أشكاله تقريباً متمثلاً في فصام الشخصية شديد الاضطراب .
كما أنه ليس شرطاً أنْ تُستخدم العقاقير في علاج ما يسميه الأطباء النفسيين بالأمراض النفسية ،
بل إن منها ما لا يحتاج إلى علاج دوائي فهي تزول تلقائياً ، وربما لا يحتاج معها المريض سوى طمأنته كما يحدث
عادة في اضطرابات التوافق البسيطة...
وهذا طبعا راجع إلى حالة المريض ودرجة الاضطراب النفسي عنده.
وتقسم الأمراض النفسية إلى قسمين من حيث درجة الاضطراب النفسي والسلوكي وهي
الأول :
تلك الأمراض التي تؤثر على عقل الفرد فيفقد استبصاره بما حوله ، وتضعف كفاءته وإنتاجيته وقدرته في
الحكم على الأمور ، ويحدث فيها أعراض غريبة لم تعهد عن ذلك الفرد ولم تعرف عنه كالاعتقادات والأفكار الغريبة
الخاطئة التي لا يقبل معها نقاش ، أو أنْ تتأثر أحد حواسه أو بعضها بما هو غير مألوف له كسماعه لبعض الأصوات
التي لا وجود لها حقيقة ، أو وصفه لنفسه بأنه يرى بعض الأجسام دون أنْ يكون لها أي وجود على أرض الواقع .
ويمكن أنْ يصيب هذا النوع من الأمراض أي فرد من الناس سواء كانوا من الصالحين أو الطالحين إذا توفر ما يدعو
لحدوثها من أقدار الله
الثاني :
تلك الأمراض التي لا تؤثر على تفكير الفرد ولا يفقد معها استبصاره
أو قدرته في الحكم على الأمور لكنها تُنقص نشاطه بعض الشيء ،
كالحزن الشديد المستمر لفترات طويلة وعـدم قدرة البعض على التوافق مع بعض مستجدات الحياة (اضطراب التوافق ) وغيرها كثير .
ولعل هناك من يقول بأن الأمراض النفسية لا تصيب إلا من ابتعد عن الله والصحيح أن الجميع معرض للإصابة
بمثل هذه الأمراض كما هو الحال في الإصابة بالأمراض العضوية !! فلقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال " ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها