بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال :
شيخنا الكريم عبد الرحمن السحيم حفظك الله
كثيرا ما نسمع ونردد هذه العبارتين ( لا قدر الله ) أو ( لا سمح الله )
فما الحكم الشرعي لاستعمالهما ؟؟
الجوآب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .
قولهم : لا قَدَّر الله . يقصدون بها الدعاء أن يَصْرِف الله ذلك الشيء ولا يُقَدِّره .
وهذا القول له وَجْه ، وهو سؤال الله ردّ القضاء ؛ لأن القضاء إنْفَاذ الْمُقَدَّر ، كما قال المناوي .
وأما قول : لا سَمَح الله. فقد نَهى عنها بعض مشايخنا ، وعَللَّوا ذلك بأن لفظ السَّمَاح يُوهِم معنى فاسِدا ،
ولذلك مَنعوا منها .
فقد سُئل فضيلة شيخنا محمد بن عثيمين رحمه الله:
ما رأيكم في هذه العبارة "لا سمح الله"؟
فأجاب رحمه الله قائلا : أكْره أن يقول القائل : " لا سمح الله " ؛ لأن قوله :" لا سمح الله"
ربما تُوهم أن أحداً يُجْبر الله على شيء فيقول " لا سمح الله" ، والله - عز وجل -
كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " لا مُكْرِه له" ...
والأولى أن يقول : " لا قدر الله " بَدلاً مِن قوله : " لا سمح الله" ؛
لأنه أبعد عن تَوهم ما لا يَجوز في حق الله تعالى.
وسئل رحمه الله : ما حكم قول : " لا قدر الله " ؟
فأجاب رحمه الله بقوله : " لا قدر الله " معناه الدعاء بأن الله لا يقدر ذلك ، والدعاء بأن الله لا يقدر هذا جائز،
وقول : "لا قدر الله" ليس معناه نفي أن يقدر الله ذلك، إذ إن الحكم لله يقدر ما يشاء،
لكنه نفي بمعنى الطلب فهو خبر بمعنى الطلب بلا شك ، فكأنه حين يقول : " لا قدر الله" أي أسأل الله أن لا يقدره ،
واستعمال النفي بمعنى الطلب شائع كثير في اللغة العربية ، وعلى هذا فلا بأس بهذه العبارة . اهـ .
وقال الشيخ بكر أبو زيد -وفّقه الله – عن قول : " لا سمح الله" ؛
قال : مِن المستعمل في الوقت الحاضر ، ولم أرَه عند مَن مضى ، وظاهر أنه تَركيب مولد ،
يريدون : لا قَدَّر الله ذلك الأمر . والوضع اللغوي لمادة ( سمح ) لا يُسَاعِد عليه ،
والله تعالى أعلم ..
م/ن