السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخضر عليه السلام ....عبد من عباد الله سبحانه أنعم عليه من فضل علمه الوفير
وقص الرحمن جل وعلا لنا سيرته وحاله مع سيدنا موسى عليه السلام فى رحاب
سورة الكهف من قوله سبحانه (فوجدا عبدا من عبادنا ءاتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما)صدق الله العظيم
الى قوله جل وعلا (قال هذا فراق بينى وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا) صدق الله العظيم
والآيات الى تليى هذه الآية تفسيرا لما لم يصبر عليه موسى عليه السلام حتى يفسره له الخضر عليه السلام
ومما روى ان السبب فى هذه الرحلة للقاء الخضر عليه السلام ما روى فى تفسير القرطبى الجامع لأحكام القرآن
على لسان ابن عباس منحديث موسى عليه السلام لبنى اسرائيل وتذكيره لهم بنعم الله عليهم وعلى رسوله
قال رجل منهم عرفنا الذى تقول فهل على وجه الأرض أجد اعلم منك يا نبى الله؟قال موسى عليه السلام : لا فعتب الله عليه فبعث الله بريل : ان يا موسى وما يدريك اين اضع علمى؟ ان لى عبدا بمجمع البحرين أعلم منك
وهنا سعى موسى عليه السلام للقاء الخضر والتزود من علمه واكثر الشائع ان مجمع البحرين هذا المكان الذى يجمع بين النيل و البحر المتوسط فى المنطقة المعروفة بالسان فى رأس البر الحالية حيث ان موسى وبنى اسرائيل سكنوا مصر بعد هلاك فرعون وكان علامة الوصول الى حيث الخضر ان يفقد موسى عليه السلام الحوت والحوت قى اللغة هو كل ما يعيش ويحيا فى البحر وبعد اللقاء بين موسى عليه السلام والخضر وما كان بينهما فالمغزى من سرد القصة هو ان نعلم جميعا اننا لن نحيط بعلم الله ابدا فمن أعانه الله وعلمه من فضل علمه لابد ان يكون على يقين ان هناك من هو أكثر منه علما فلا يتيه بما زاده الله من علمه ولكن عليه ان يشكر هذا الفضل من الله عليه وفوق كل ذى علم عليم
وتأتى الحكمة البالغة من هذة القصة فى قول الخضر لموسى (انك على علم علمكه الله لا اعلمه وانا على علم علمنيه الله لا تعلمه انت وعلى هذا فيصدق على كل واحد منهما انه اعلم من الآخر بالنسبه لما يعلمه كل واحد منهما ولا يعلمه الآخر
ما ابدع قصص القرآن وما ابلغ عبره وحكمته جل الله فى علاه وغز شأنه سبحانه والصلاة والسلام على من ارسله ربه رحمة مهداه للعالمين فى كل وقت وفى كل مكان