[align=center]
ركـائـبُ الشـعرِ طافـت حـول مرعاكِ * ولـلحـمى حرمٌ يا بـُعد مـرمـــاكِ
يا كـعبـةَ الحـُسـنِ آياتٍ ظـفـرتِ بـها * سبـحان مـن زيّن الدنيا وسـوّاكِ
يا قبـلةَ الشـوقِ صـبٌ وامـقٌ دنـفٌ * يطـوفُ رمـلاً لكي يحظى بنجـواك
قـد أكـثر السـعـي أشـواطـاً يتابعها * كيما يـواقـعَ أثـاراً بمـسـعــــاكِ
ثـم انحـنى نحو ماء الوصل يشربه * متضـلعاً فارتوى مـن عذبِ ريّــاكِ
وقـامَ يحـدو ركـابَ الشـوقِ منـطلقاً * ليُـدركَ الوقـفةَ الكبرى ويلـقــــاكِ
وغابـتِ الشمـسُ واشـتدّ النفيرُ ولم * يُحـسّـرِ المـشي في سـيرٍ لزُلـفاكِ
وبـاتَ يـحلـمُ والآمـالُ يـطـلبـها * مُـنىً ضـروبـاً وأحـلامـاً بـرؤيــــــاكِ
وقامَ يرمي جُميراتِ الشقاقِ عشىً * يا جمرةَ الهجرِ رجمُ الوصلِ أعياكِ
وسـلّ سـيفاً فخابـت هامـةٌ بسـقت * يا هامـةَ الهجرِ سيفُ الوصلِ أرداكِ
وجــاءَ مُـتـحلـلاً مـن كـلِ شـائـبةٍ * يـبغـي وداعـاً جـميـلاً بعـد لُقــياكِ
قـالت فـمن أنـتَ يا مسكينُ قلتُ لها * كـفي الـتجاهلَ إنّي فـردُ أسـراكِ
أمـا علـمـتِ بـأنّي لــسـتُ أنـسـاكِ * وأنّ قـلبـي عـلى مـا كــان مـأواكِ
والعـيـنُ تأمـلُ دومـاً أن تـرى قـمراً * يـشـعُ بالـنورِ مـن أبهـى مُحيّـاكِ
فأنــتِ آنـستـي للـنـفـسِ بلسمُـها * وأنــتِ مـؤنـستـي واللهُ أصـــفاكِ
وأنـتِ مـن أرتوي مـن بين فكيها * شـهداً وخـمراً فسـاءَ الخـمرُ لولاكِ
يا حمرةَ الخـدِ بل يا طيبَ مبسمِها * يا كاعـبَ النهدِ ما أحـلى سـجاياكِ
لوامـعُ الــبرقِ لا تخـفى على أحـدٍ * إذا ابـتسـمتِ فمـا أضـوا ثنـايــاكِ
يا ساحرَالطرفِ رفقاً في مُقاتلتي * فما أُطيقُ سهـاماً حيـن ألــقــاكِ
عيـناكِ تقـذفُ بالمـوتِ الزئـامِ فـلا * أراهُ يـوماً رثــى أو حـنّ للــباكي
والشعرُ ليـلٌ على الأمتـانِ مُنسـدلاً * يا ظُلـمةَ اللـيلِ وجهُ الـبدرِ أنساكِ
والخــصرُ ناحـلُ يشـكو جـورَ أعـلاهُ * ويـشـتكي أبـداً مـن ظـلمِ أوراكِ
ظننتُها مـن جنانِ الخـلدِ قـد هربـت * لتحكمَ الشـوقَ أو تعـجـيلَ إهـلاكي
لـكنّـها مــن بـناتِ الإنــسِ طينـتُها * مــسكــيّـةٌ والـتـثنـي خــــوطُ آراكِ
رعبوبةٌ لو رأتها الشمـسُ لاحتجبت * مـا كـان يحجبها في الأفــقِ إلا كِ
إنّـي لأغـبطُ عـلـياءً بـكِ ابتهـجـت * وأغـبطُ الأرضَ فـلتهـنأ بمـمـشـاكِ
لاتـهـجـرينـي فـمـا أنفـكُ أذكركم * لاتقـطعي وصـلَـنا عـودي لمـثـواكِ
قـالـت سئـمـتُ كـلاماً أنـتَ تـذكـرهُ * ومـا علـمـتُ يقـيـناً أيُـها الشــاكي
فقلتُ كفي عن الهجرانِ واحتكمي * وسائلي القلبَ هل يرضى بدعواكِ
أسقـيتـني الـذلَ كـأسَ الـذلِ أرشفهُ * حُـباً وعـزاً إذا مـا كان سُـقيــاكِ
ألقـيتنـي في بحارِ الحُـبِ مكـتوفاً * ثم إنـثنيتِ ومـا أنجــــدتِ غـرقــاكِ
وّريـتي النـارَ في جـوفـي فأُكتمـها * ومـا ارتضـيتُ لهيبَ النارِ تصلاكِ
أسـهـرتـني الليلَ لا شـيءٌ يُسامرني * إلا الـمـودةَ أرعـاهـا وأرعـــاكِ
أبكـيتِ عـيني ودمـعُ العـينِ أحسبهُ * دمـعَ الـوصـالِ أم الأخـرى فأنـعــاكِ
إسـمي سعـيدٌ ولكنّ الصـروف أبت * يا نفسي صبراً فطولُ الهجرِ أشقاكِ
تاللهِ لــم تـصـبُ نـفسـي نحـو فاتـنةٍ * ومـا وجـدتُ سُـلـوّاً غـيرَ سُلـواكِ
ومـا اتـخـذتُ حـبيـبـاً مـنكِ يـحجبُني * ومـا أمـلـتُ بـدنـيا غـيرِ دُنـيـاكِ
ومـا أنـخـتُ ركـابـي عــنـد غـانـيـةٍ * ومـا رفـلــتُ بـنُعــمى غـيرِ نُعـماكِ
ومــا ســريــتُ بـلـيلٍ مـظـلـمٍ ثـمِـلاً * إلا لأطلـب َ طـيبـاً نـحــو مـســـراكِ
ومــا كـتبــتُ مــن الأشـعـارِ قـافـيـةً * إلا لأجــنيَ بعـضـاً مـــن عـطاياكِ
ومــا طــربـتُ ومـا غنـيتُ مـن طـربٍ * لـكنّـهـا خــُلّــةٌ عـادت لــذكــراكِ
أو أنّـها شـقــوةٌ جـاءت لـتقتـلنـي * وسـيّـرت جيـشـها مــن غــير إدراكِ
مـرارةُ الــهجرِ في قلـبي تُقتّلهُ * ولــذةُ الـوصــلِ تـُحـيي كـلَ قـــتـــلاكِ
ضـدانِ قــد جـُمـعا فينا وليس لنا * أمـــرٌ يــخلـصــنا مـــن كــلِ ذيـّــــاكِ
تاللهِ لــو نــظـرت عيـناكِ في جـسـدي * لهـالـهـا ما رأت يا حـسرةَ الباكي
واسـتجـمـعت دمـعـها مـن كلِ غاديةٍ * وسـيّـلته غـزيـراً دون إمـســـــاكِ
قـد إنـبـرى جـسدي مــن كـلِ ناحيةٍ * لـم يـبقَ فـيهِ سـوى ما كانَ يهواكِ
روحـي تُـعـانـقُ أطيـافاً بـكِ إرتسمت * يا مُـنيّةَ النفسِ مـن منّـاكِ أشجاكِ
والقـــلــبُ يـنبــضُ حُـباً صـادقاً أبــداً * مـــدادُهُ نابــعٌ مــن فيضِ مجـراكِ
مـاذا عـليـكِ إذا ما جــئتِ في غلـسٍ ؟ * مـا ذا علـــيكِ إذا آسـيـتِ جرحاكِ ؟
فـلو أصابَكِ بعـضُ السُــقمِ مـن سقمي * لاشتـقتِ للموتِ والأرماسُ سُكناكِ
حاشــاكِ يا مـن لـها في القـلبِ ممـلكةٌ * مـن كلِ ســوءٍ فمـا أرضى ببلواكِ
إنّــي أنـا أنــتِ بـل أنـــتِ أنــا فلـــكم * أصابـني الـهـمُ إن بُـحتِ بشكواكِ
كـــلٌ يـــريــــدُ حيــــاةً لا شــقـاءَ بـها * ولا حـــياةَ لـــــنا إلا بلُـقـــــياكِ
فـلـم أزل فـي بــلاد الحـبِ أبـــذرُهـا * يا دوحــــةَ الحُــبِ مـاءُ الوصـلِ نمّـاكِ
إنّــي عـلى العـهدِ عهـدي لا إنقطاعَ بـهِ * فحققي شـرطـهُ مـن غـيرِ إشـراكِ
عـلـــيكِ مـــني ودادٌ لـــســتُ أكــتمـهُ* حُيــيــتِ يـــا أمــلي واللهُ حــيّــاكِ
عـليـــكِ مــــني ســلامٌ خــالـصٌ أبــداً * يا ربـةَ الحُــسنِ ربُ البـيتِ أحـياكِ
عـلــيــــكِ مــــني تـــحيــاتٌ أُرددُهــا * ما قامـتِ الشمسُ أو دارت بأفـــلاكِ
سـتـونَ بـيتاً أتـت قـد قــلــتُ مطلعها * ركائـبُ الشـعرِ طـافت حـول مـرعاكِ[/align]