مشكلة زوجي أنه كثير الصمت، لا يتكلم، لا يشتكي، لا يناقش، فقط يكتفي بالصمت. وإذا ناقشته
في أمر من أمور حياتنا هزَّ رأسه، وربما وضع اللوم عليّ ثم يسكت طويلا، فأنا ـ والله ـ لم أهمل
نفسي يوما من الأيام تجاهه، بل أقوم بواجباتي الزوجية من نظافة الجسد والمكان والأولاد.. ولكن
دون فائدة، لم يُسمعني كلمة جميلة رقيقة حانية عفيفة، لم يبادر في يوم من الأيام بمدحي ولو
بشيء يسير من الكلمات التي طالما انتظرتها منه، كم كنت أتمنى أن يقول لي: ما أحلى هذه
الأكلة! ما أجمل هذا الفستان! ما أروع هذه النظرة! بل ـ والله ـ لقد كنت أطوي الليالي الطوال مريضة
ولم تحمله نفسه على أن يضع يده على جبيني أو رأسي، أو أن يدعو لي بالشفاء العاجل، أو يقرأ
عليّ رقية شرعية من كتاب الله وسنة نبي الله صلى الله عليه وسلم، نعم.. كم كنت أتمنى أن
يريني مثل ما أريه من حسن العشرة وجمال التودد، فقد ـ والله ـ أتعبت نفسي من أجله، وبذلت
جل وقتي له، فأين يا ترى حقي..؟