[align=justify]أبناء ينحرفون نتيجة إهمال الآباء
هناك الكثير من النساء اللاتي يشتكين من الضغط الأسري بسبب تخلي الرجل عن المسؤولية داخل البيت حتى أصبح الكثير منهن هن ربات البيوت والراعيات لشؤون المنازل بعد أن أعلن الرجل عن ذلك بتصرفاته التي تدل على ذلك، ومنها خروجه من المنزل بكثرة صباحا ومساء، وتركه لأبنائه الحبل على الغارب يذهبون إلى أي مكان يريدون، ويتصرفون كيف يشاؤون دون رقيب ولا حسيب، إضافة إلى عدم توفير المعيشة لهم من مال وطعام، وإذا غاب الراعي في الغالب تضيع الرعية إلا من حفظه الله، وحفظ نفسه من ذلك، وكم من بيت هذا حاله بل أردأ من هذه ويا لعظم مصيبة المرأة التي ابتليت بهذه النوعية من أشباه الرجال، تلك التي تحملت الأمانة والمسؤولية كاملة في ظل غياب الأب الذي عصف به هواه ونفسه الضعيفة واللامبالاة إلى الطريق المظلم بتخليه عن الاهتمام بزوجته وأولاده ورعاية شؤونهم، وكأن الأمر لا يعنيه وليسوا أولادا له، فعجباً كيف غفلوا عن بيوتهم، وتركوها وهي بحاجة لهم؟ واسألوا بعض الأبناء الذين انحرفوا من كان السبب في سلوكهم المسلك المشين؟ وستجدون الإجابة منهم بأن الآباء هم السبب الرئيسي في ذلك، والمصيبة العظمى أن بعض الرجال طلقوا زوجاتهم وتركوا لهن رعاية الأبناء، بل ليت الأمر يتوقف عند هذا الحد لكان هذا سهلا، ولكنه قد تجاوز ذلك إلى تركهم دون النظر في حالهم عند والدتهم المسكينة بدون رعاية ولا اهتمام ولا نفقة، إذ ترك أمر ذلك لأمهم التي لا عمل لديها، ولا مصدر رزق، أو دخل يجعلها تتحمل عبء الصرف عليهم، أو تتحمل أمانة غيرها، وبالتالي تضيق بها الدنيا ذرعا، وتواجه الآلام والأحزان، وكل ما ألم بها في الفانية، من مسؤولية تربية الأولاد، وقلة المادة، وحاجة أبنائها إلى الكثير من أساسيات الحياة، فأين القلوب الرحيمة؟ أين أولئك الآباء الذين يخافون الله في أبنائهم ومن استرعاهم الله إياهم؟ أليسوا أبناءهم وفلذات أكبادهم؟ بماذا سيواجهون ربهم يوم العرض عليه، يوم يجدون ذلك في صحائف أعمالهم، في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها؟ ألا يخافون العذاب الأليم، والحرمان من جنات النعيم؟ ألا يعلمون أن ما قاموا به مخالف للشرع، وللعرف والعقل، وعمل يدل على قسوة القلب والبعد عن الرحمة، ومن لا يرحم الناس لا يرحمه الله، فكيف إذا كان هؤلاء الناس هم أبناؤه وزوجته؟![/align]