وهل أنتما حريصان أن تكونا بالقرب من بعضكما لدرجة التلاصق الجسدي؟
وهل ذلك مهم
لصحة الزوجين الجسدية والنفسية؟
انظروا ماذا يقول احد الأطباء في ذلك :
يقول احد الاطباء
سنوات طويلة وأنا أشاهد هذين المنظرين في عيادتي النفسية حيث أحل مشاكل المتزوجين..
زوجان يدخلان العيادة أمام طاولتي.. كل واحد منها يجر كرسيه بعيدًا عن الآخر بأقصى ما
يستطيع..!!!!!
لغة جسم تشهر البعد النفسي والروحي والجسد ي.. كل واحد منهما دون أن يشعر كتفه الآخر في الجهة
الأخرى مائلا من حالة البعد والنفور.
المنظر الثاني عصفورا حب يدخلان العيادة ويجد كل منهما كرسيه بقرب الآخر ويلتصقان..
المحبة
بينهما تكاد تجعل التصاقهما مثل التوأم السيامي
هذه المساحة بين الرجل وامرأته..
لماذا تقصر عند البعض ولماذا يكون بعد المساحة أحيانًا تمرح فيه
الخيل؟!!
لا توجد مشكلة لها سبب واحد أو زاوية واحدة حتى تطرح بشكل متكامل. سنمسك خيطًا مهمًا في
هذا التباعد وهو << اللمس في العلاقة الزوجية >> وحتى يكون مسار الفكرة واضحًا نحن هنا لانتحدث
فهذه المنطقة الحمراء لها مجال مختلف وخاص. نحن هنا نتحدث عن
« اللمسات الحميمية الخاصة »
عن
اللمس العام في العلاقة عن: الطبطبة، مسحة الرأس، احتضان الود ولمة الخوف ومسك اليد وغيرها
من لمسات يجهل الكثير أهميتها في صحة العلاقة الزوجية.
من قال أن المحبة حدودها غرفة النوم، ومن قال أن المرأة تحتاج اللمسة الخاصة، المرأة مع أكثر من
الرجل تحتاج صورًا عديدة من اللمس العام طبطبة الكتف احتياج، مسحة الرأس احتياج، التربيت على
الظهر احتيا ج...إلخ كلها احتياجات إذا لم تتوفر لا تدخل المرأة لحظتها الخاصة مرتاحة.. ذلك لأن الجلد
عامة، وجلد المرأة خاصة مخلوق يتغذى طوال اليوم على اللمس بأنواعه المختلفة. إن مشكلتنا مع
اللمس هي مشكلتنا مع الجلد نفسه..
فنحن نجهل الجدل ولا نفكر به إلا إذا طرأ ما يجعلنا نفكر به مثل حكة أو بثور وغيرها..
نحن لا نملك
ثقافة لمسية، ولا نملك من الأصل ثقافة جلدية..
نحن نفكر بعيوننا، بقلبنا، بمعدتنا وحتى بأظافرنا لكننا لا نفكر بالجلد،
- إن الجلد يعتبر أكبر وأثقل عضو حي فينا،
فهو يزن قرابة 5.4 كيلو جرامات .
وهو يعادل مساحة 18 قدمًا مربعًا، أي ما يعادل شرشف صغير. إن كل
سنتيمتر مربع من الجلد به ثلاثة ملايين خلية: دهنية، عرقية، شعرية، عصبية. وإذا ركزنا على الخلايا
العصبية أو النهايات العصبية على الجلد نجدها تبلغ في الجلد كله خمسة ملايين خلية عصبية. نعم
خمسة ملايين خلية عصبية تتعب، تتوتر، تريد رياضة، تريد تحريكًا حتى تبقى على حيويتها - وماذا
غير اللمس يعطيها البقاء؟
إن الجلد الذي لا يتم لمسه يموت ومعه يموت صاحبه، الأمر قد يبدو للبعض مبالغة وهو ليس كذلك،
العلم يؤكد أننا كبشر نعيش على الهواء والماء والطعام واللمس أيضًا وربما نموت أسرع بالعناصر
الثلاث الأولى لكننا بدون اللمس نموت بعد حين أو يموت شيء فينا.
أهمية اللمس:
عرفها الإنسان من بدايته..
لكنها بدأت تأخذ مجرى علميًا بعد حادثة بسيطة أثناء الحرب
العالمية الثانية..
حيث وضعت عنابر ليتامى الحرب من أطفال.
طبيب من الأطباء لاحظ أن أحد العنابر
الأطفال يبدون فيه أكثر هدوءًا نسبة الموت بينهم أقل وسماعهم لأوامر الممرضات أكثر..
سأل نفسه..
لماذا هذا العنبر بالذات أطفاله هكذا ؟!..
وبرصد كل العناصر وجد أن كل العنابر بها ذات الغذاء وذات
العناية الطبية، هناك شيء واحد في ذلك العنبر إضافي عجوز تسكن بالقرب منه، تحضر كل يوم وتلمس
الأطفال على رؤوسهم، تحتضنهم.
لمسًا..
نحتاج اللمس:
نحن نحتاج اللمس لأنه يحمل معاني مثل:
المحبة، والمداراة، والود والإحساس بك،
اللمس يعطي الطمأنينة والتشجيع وغيرها..
لكن أيضًا يخلق حياة للجلد نفسه ولأننا كتلة
فحين لا يأخذ الجلد لمسات يمرض فنمرض،
قد لا
يصدق البعض أن الجلد يحس فهو يحس، يفكر ويرى..
صحيح أن الجلد وسيلة حاسة اللمس لكنه
يسمى العين الثانية ويسمى المخ الثاني لمقدار إحساسه بكل ما يدور حوله..
في تجارب طريفة عظيمة
وجد الآتي:
وضع أشخاص في مكان ضيق مزحوم وتم بكاميرات دقيقة رصد نسيج الجلد فوجد أنه تقلص واستنفر
وبدأ يخرج روائح دفاعية كريهة مثل أي حيوان يكون في زاوية صيد بعد مطاردة طويلة في تجربة
رصد للمحبة وجد أن الجلد حين يكون مع إنسان يحبه يتمدد، يترطب تشع منه رائحة طيبة ويتدفق على
سطحه الدم ليخلق حيوية.
انظر إلى وجه المحبين في حضرة الحبيب وستدرك ذلك. نعم الجلد يحس
وهو كالطفل حين يشعر بالحرمان يعلن احتجاجه فهو يبكي يمد بوزه ويمتنع عن الطعام.
ونعود لأهم
جلدين، جلد الرجل وجلد المرأة، كلاهما يحتاج
اللمس.. لكن هرمون الاستروجين الذي يجعل جلد المرأة أرق ينتج وبحتمية حاجة لمس أكثر.. نعم
الرجل يحتاج اللمس بكل صوره..
لكن المرأة بخلقة الله تحتاجه أكثر.. الدراسات الكثيرة تؤكد أن المرأة
التي تتلقى صورًا عديدة من اللمس سابقة الذكر تصبح تجاعيدها أقل، ودورتها الشهرية أكثر انتظامًا
قابليتها للإخصاب أقوى وقدرة تحملها لضغوط الحياة أعلى.
فلذلك أيها الزوجان
طبطبا،ا اربتا، تلامسا..
لأجل الخمسة ملايين خلية عصبية أمسكا بأيدي بعضكما
ولتتشابك الأيدي بعضكما.
(( لأجلكما معًا تلامسا )).
ارق التحايا لكم
توقيع
أصعب عذاب الشوق
لا صار صامت مثل الطفل
يفهم و لا يعرف البوح