هذه مشاعر صاغها فكري وترجمها لساني وقلمي تجاه أمي الحبيبة طريحة الفراش منذ تسعة أشهر ــ شفاه الله ــ أحببت أن أقدمها لكم متمنيا مشاركتي في مشاعري ،وأن تحوز على رضاكم ،شاكرا للجميع سلفا تلبية الدعوة :
أماه آه ثم آه ثم آه
بالأمس كنـــــــت بستانا مليئـــا بالأفنــــــــان
وبكــــــل مالذ وطـــــاب من الأشجار والثمار
والتي من جمالها تلفت النظر وتسرق الألباب
غيثك يهطل فينبت لنـــا جمالا وعطفا وحنانا
سحرتينا بكلامك وروعة بيانك حينما تتحدثين
وللقلوب تأسرين وتسرقين بعذوبتك وروعتك
وها أنت اليوم قد ذبِلتِ وذبُلت أوراقك وأفنانك
وبدأتِ بالتعب وأصبحت غير قادرة على القيام
وتأديـــــت الواجب وتنفيذ ماتريدين مــن مهام
والنطق بالجميل والحلـــــو والعذب من الكلام
أنظر إليك بحسرةٍ وندامة وألمٍ وحرقة وحــزن
أبكي وأحترق مــــن داخلي حينما أراك تأنـين
ممددة على سريرك وأنت للقيام لا تستطيعيـن
ولا للكلام تقدرين كما كنت فـــــــي الغابريـن
وأتمنى أن أكون فــــــي السرير مكانك راقـدا
وأنت حرة طليقة يُـــــــــــرى بريقك ولمعانك
ببسمتك وضحكتك المعهودة وأحاديثك العذبة
ولكن هي حكمة الله جل جلاله وعظم سلطانه
اقتضت أن تكوني بهذا الوضع الذي أنت عليه
والحمد لله على قضائه وما إلت من التعب إليه
ولن نعترض على ماقدر وقضى رب العالمين
لأننا مؤمنون وبماكتب راضـــــون وموقنون
وإنا لله وإنا إليه فـــــي النهايــة راجعـــــون
ولك منا البـــــر ماحيينا وحييتِ أمّــي الغالية
والدعاء بــــــأن يمن عليك رب العزة بالشفاء
خــــالق الجبال والأرض والملأ ورب السماء
الذي لايخيب من دعـــــاه وتوكل عليه ورجاه
وتعلّق قلبه فيه بالطاعة والعمل ولــــــن ينساه
وأملنا به سبحانه وجـــل جلاله أن يشفيك كبير
وجميع المرضى إنه ولي ذلك وبالإجابة جدير
وآخر دعواي إن الحمد لله رب العالمين