[align=justify]تأملت في أسلوب البعض من الكتّاب فرأيت وقرأت العجب العجاب ،أقلام نذر أصحابها أنفسهم لتحطيم الآخرين وجرحهم والنيل منهم دون تورع ،ودون التأمل في عواقب تلك الكلمات التي سُطرت ،وكم من كُليمات كُتبت حُطم فيها أشخاص بالنيل منهم والتمادي في ذلك،بل حتى الدين نيل منه سفها بغير علم ،فأين الضمير في ذلك ؟وأين احترام الآخرين عند هؤلاء ومراعاة الشعور ؟ألا يعلم هؤلاء بأن كلماتهم هذه التي لاتعني لهم شيئا أنها عند المعنيين بها كلمات جارحة وأحيانا قاتلة ومحطمة،ووصلت في مستواها التحطيمي عنان السماء ،بل اسألوا البعض عن تأثير تلك الكلمات عليهم،وأثرها في قلوبهم؟ستجدون مايبكي ويحزن،بل البعض منهم رغم مرور زمن طويل على تلك الكلمات إلا أنها لايزال لها أثر في النفس والقلب،فإلى متى ينهج هؤلاء هذا الأسلوب ويستمرون فيه على حساب إخوانهم وأخواتهم ؟ألا يتقون الله ويذرونهم وشأنهم ! وماأجمل اللطف والكلام الجميل مع الآخرين ،وحسن الرد الذي يدل على أدب صاحبه الجم! وهذه دعوة مني لأولئك بترك هذا الأسلوب السيئ ،وفتح صفحة جديدة تكون مليئة بالاحترام والتقدير لعباد الله ،وذلك فيه خير عظيم ،وراحة للنفس وطمأنينة للقلب ،وإعطاء الآخرين حقوقهم وإنصافهم بحسن التعامل ، والحوار معهم بإسلوب المحب المشفق الناصح بعيدا عن الغضب والهذيان الصاخب الجارح الذي تتأذى منه القلوب وتشمئز منه النفس البشرية ،وإذا فُعل ذلك صفت النفوس،واطمأنت القلوب ورضي الجميع ،وتحابوا ،وانجلت الغمة ،وذهبت الشحناء والبغضاء والأحقاد من القلوب ،حتى يصبح الجميع إخوة متحابين،قلوبهم بيضاء لاحسد فيها ولا حقد ولا ضغائن ،فهيا لنعمل بذلك ،ونطلب السماح ممن أسأنا لهم ،فإن القلوب إذا صفت تقاربت وأحب بعضها بعضا ،ومن هذا المنبر أدعو كل كاتب إلى فتح صفحة جديدة مع إخوانه عنوانها الحب والاحترام والتقدير فإن ذلك جميل ويدل على سمو الأخلاق وعلو كعبها .[/align]