مذ غبتِ لم يعد الكلام كلاما = أوراق خربشتي غدت أكواما
مذ غبت غادرت الكتابة شرفتي = وأنا وشعري في الغرام قدامى
والأبجدية قد توقف قلبها = فتعطلت لغة الكلام تماما
مذ غبت لم أعبأ لعمري مرة = أيزيد عاما أم سينقص عاما
مذ غبت أصبحت الفصول كبعضها = وتشابهت كل النساء قواما
حتى الفساتين استوت أشكالها = لم تختلف طولا ولا أكماما
حتى الأنامل وحدت بصماتها = فتماثلت وتشابهت إبهاما
لولا غيابك كنتُ شيئا آخرا = كنت انطلقت وهمت مع من هاما
لكن قلبي لم يعد بي عابئا = أنهي غراما أو أعيد غراما
وقد اعترفت بأن حبك نعمة = لكن هجرك لم يكن إنعاما
فتشت عنك وعن بقاياك التي = قد حولت مدن الكلام رخاما
وسألت عنك القهوة الصفراء .. = والفنجان والعنوان والأرقاما
وبعثت باسمك للورود فقال لي = إن الورود قد ارتدته حزاما
أنسيت أول مرة أسقيتني = فيها اللقاء .. وقهوة .. وغراما
ونسيت آخر مرة كانت لظى = كانت رداء أسودا .. وهياما
أين اختفيت سألت عنك قصائدي = وسألت عنك الوحي والإلهاما
فهواك علمني التطرف في الهوى = لولاه كنت لدى الهوى أصناما
لا تتركيني في قطارات الهوى = ما من قطار يقبل الأيتاما
قولي وقولي .. حددي لي من أنا = لأصير كهلا أو أعود غلاما
كوني – إذا أحببت – ضد كتابتي = قصي الحروف وأوقفي الأقلاما
كوني خصاما مرتين .. وقاطعي = شعري .. وكوني مرة إنعاما
للشاعر السعودي .. عبد المحسن حليت