من المؤسف والمخزي انتشار الفكر العلماني والليبرالي في جزيرة العرب بهيئات ومظاهر متعددة لا تناسب بينها . وهذا الفكر المسموم يتمدَّد يوما بعد يوم بوجوه جديدة وغير مألوفة في واقع المسلمين .
كان الفكر العلماني والليبرالي تاريخياً ينحصر في فصل الدِّين عن الدولة ، واعتماد الحرية المطلقة للانسان في كل شيء ، لكنه في السنوات العِجاف الأخيرة أضحى فناً يُستجدى من موائد المخذولين والمحرومين من نور الحق . وبات يتغلغل في شؤؤن الناس العامة ، وأضحى جسورا على ثوابت عظيمة لا يمكن البوح بها من قبل . ولم يعصم منه الا من رحم الله .
والقاعدة المطردة : أن الفكر الليبرالي علماني بالضرورة، وأن العلمانية أوسع من الليبرالية , فكل ليبرالي علماني ، ولكن ليس كل علماني ليبراليا ..
إنَّ الفكر العلماني والليبرالي في جزيرة العرب يستمد فلسفته من موارد ملوثة وهي :
الفلسفة الغربية الحديثة ، وأعلام الالمان اليهود الذين أسسوا الفكر الليبرالي والعلماني ، وفلول المرتزقة المتمشيخة الذين جنَّدهم الغرب لتسميم الشباب المسلم ، والاعلام الغربي الذي يدوِّن كل صغير وكبير مستطر، لوأد الايمان من قلوب الناس ،والثقافة الاستعمارية التي يقصف بها الغرب الطلاب المبتعثين في الجامعات والمعاهد الاجنبية . وإلى الله المشتكى .
من الأخطاء التي وقع فيها بعض الدعاة اليوم ، عدم التصدي لفلسفة الفكر الليبرالي والعلماني ، بحجة ضعفه وهوانه وقدرة الناس على كسر شوكته . وواجب الوقت الآن يُحتِّم تغيير مسار الخطاب الوعظي للحدِّ من نفوذ ذلك الفكر المسموم ، فشياطين الانس لم يتركوا قرآنا ولا سنةً ولا فقها ولا تاريخاً الا وطوقوا حولها حبلا متينا لوأدها
هذا ما تيسر تحريره ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .