حاذر لا تقل لطفلك ... !
" أيعقل أن تصل لهذا العمر و لا تعرف كيف تصلي؟!"
لا يتعلق الأمر بالصلاة فقط ! فبعض المربين ورغبة منه في تحفيز ابنه على بذل المزيد يخطئ حين يقول له: أستغرب كيف وصلت للصف الخامس
و أنت لا تعرف الفرق بيت التاء المربوطة والتاء المفتوحة ، و حينا يقول : من العيب أن يكون عمرك 15 و أنت لا تعرف كيفية الوضوء! أو يقول
كيف تجهل جدول الضرب و أنت في المرحلة الإعدادية ؟ هذا غير معقول!
و الطريف أن الرسالة التي تصل للابن من هذه العبارات و الاستفهامات الاستنكارية! هي ليس ما يريد المربي حقا بل أمر اخر، إن ما يفهمه الابن من
كل هذه العبارات باختصار هو: لا تعترف بجهلك لاحد لكي لا تكون أضحوكة ! و لذا تجد بعض المراهقين لا يصلي في المسجد ولا يصلي امام احد
حتى في المنزل لأن لديه علم بوجود أخطاء في صلاته و لكنه لا يستطيع البوح بها لكي لا يجابه بعبارات التحقير و الاستنقاص ، كذا تجد بعض
الطلاب لا يكتب الكلمة في الاملاء خوفا من أن يخطئ في كتابتها فيكون مثال السخرية من معلمه و زملائه.
إن الطفل الذي يواجه بهذه العبارات يصل به الأمر الى أن يخفي أخطاءه و جهله و يستنكف عن السؤال الذي هو مفتاح العلم وكلا هذين الامرين
يؤديان الى تكريس الاخطاء و الجهل ويكونان عائقا امام النمو المعرفي ، لذا يجب الحذر من هذه العبارات بعبارات هادئة تشجع على التساؤل و
الاعتراف بالجهل.