مساء هذا اليوم ... غربت الشمس .... وسحبت ما تبقى من أشعتها
الفضية ... انطفأت ... وذابت ... ذابت خلف الغيووووووم .
وككل يوم في ليلتي هذه فقدت القدرة على التنفس ... والرؤية والإحساس بأكثر
الموجودات من حولي ... هاجمتني قوافل الذكريات ... وافترشت أروقة قلبي
المتعب ... وروحي المثخنه بجراح الفراق ... وطعنات البعد ... وانطلقت من
فكري اسئله كثيرة حاولت ان ألجمها ... لكنها جامحة أبدا ... منطلقه دوما الى
فضائات روحي لعلها تجد من يجيبها ويهدي من روعها .
لماذا تفجرت في داخلي ينبوع حب ... ونهر وفا؟ أيها القادم مع نور الفجر وضياءه
في يوم بهي ... متدثرا بالغمام ...متوشحآ بالحنان ... ولماذا تركتني احبك كل
هذا الحب ثم رحلت بصمت .... ذات مساء ؟؟؟؟
لماذا رحلت سؤال مزق صداه فضاء وجودي ...ترى أين يذهب همس الفراق ونحيبه
وصداه ... ؟ ولماذا حينما نفقد من نحب ... نفقد الإحساس بلون وطعم وحجم كل
الأشياء ... وكيف تمكن رحيلك ان يحدث في داخلي فجوة الم ... مازلت أحاول
ردمها وأهيل عليها أكوام الصبر وأسدها برؤى الذكريات ... لكن أيامي ما ملت بعد
رحيلك تئن من حُرقة الشوق ولهيب الانتظار ... تنتظر مع علمها بأنك لن تعود ...
وحين أتذكر ذلك ....ترتعش روحي كرتعاشة عصفور بللته قطرات المطر المتساقطة
من غصون شجرة متعبه .... لم يبق منك إلا بقاياك .... زهرة ياسمين ذابلة بين
سطور كتابي الرمادي ... ومصباح أمل وحيد ... يشع في النفس حينا ... لكنه
أوشك ان يفقد ضياه .... لاشيء يحطم وحدتي ... ولا يرفأ هذه الجراح الممتدة
من الوريد الى الوريد ... واليأس إعصار يدمر في داخلي الفرح الماضي والذكرى
والرغبة في البقاء ... ماذا بقي ...
ماذا بقي أيها الراحل الى البعيد ... غير ان
تشملني رحمة الله .
18/ 1
راق لي