اخي الفاضل كاسبر الغائب
قبل ان اطرح ما اود قوله , اشكرك اولا على خلقك الرفيع في التخاطب
اوردت اخي الفاضل روايات من كتب الشيعة واقوال علماء معتبرة عندي ومنهم ليس من الشيعة الاثناعشرية التي انا منها
منهم ابن ابي الحديد , وهو من المعتزلة, كذلك ابن المرتضى وهو من الزيدية وليس الاثناعشرية
اما باقي ما اوردته من الروايات وان ذكرت ابن سبأ , لكن هناك من ينكر اصلا وجود ابن سبأ من علماء الشيعة , والنكران هنا لافعاله التي قام بها بانه تسبب في مقتل عثمان واشعل الفتنة بين المسلمين وغيرها
وان كان هناك مؤيد ويقول بان هذا الشخص كان موجود وهو حقيقة, لكن لو تمعنت يا اخي الفاضل في الرويات التي اوردتها تبين موقف الشيعة منه, بانه مغالي وكافر, فلا اعلم على اي اساس الى الان تقول بان اصل التشيع من عبدالله بن سبأ , وعلي بن ابي طالب في الروايات التي اوردتها قد قتله مع المغالين فيه , كذلك ما اوردته عن امامنا جعفر الصادق نه لعن ابن سبأ؟
فلا ادري بعدها كيف تقول بان الشيعة اصلهم من عبدالله بن سبأ؟؟!!!
اما الرواية التي ذكر فيها مدح التشيح وذم الرافضة , فهذا بالنسبة لي من التناقض , انتم تقولون بان الشيعة هم الروافض , فلا ادري بناء على هذا الحديث هل الشيعة مذمومون ام انهم ممدوحون؟
وما ذكرته يا اخي الفاضل عن قول الشيعة بالتحريف , فانا قلت لك بان هناك من يقول بالتحريف من الشيعة , وهم من الاخبارية , وقد انكر عليهم علماء كثر من الشيعة وذكرت اثنين تقريبا او ثلاثة ولو اردت ان ازيدك زدتك في هذا الموضوع , فلا ادري كيف يتهم مذهب كامل بالقول بالتحريف وهناك من يرد منهم على من قال بالتحريف؟؟!!!!
واذا كان لاجل روايات موجودة في كتبنا , فتوجد ايضا روايات موجودة في كتبكم , فهل نقول ايضا بان اهل السنة يقولون بالتحريف؟؟!!!!
واما من طعن في عرض النبي وزوجه بانهم زانيات او طعن باي من زوجات النبي في شرفهن فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين ومنهم ياسر الحبيب وكل من سار على شاكلته في اتهام زوجات النبي بالزنا والعياذ بالله
واوردت لك مقطع لشيخ علي الكوراني , كذلك السيد حسن نصر الله وكمال الحيدري ان لم انسى
وهذا يبين موقف الشيعة من اتهام زوجات النبي بالزنا , بان كلامه مردود عليه
واما التقية فقد قلت لك بانها اظهار عكس مافي الباطن خوفا على النفس او المال او الولد , وهي جائزة بجمهور المسلمين , ومنها قصة عمار بن ياسر , وسؤرد لك رواية اخرى من كتبكم:
وفي كتاب السنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل قال: ( حدثني سفيان بن وكيع، قال: سمعت عمر بن حماد بن أبي حنيفة قال: أخبرني حماد بن أبي حنيفة قال: أرسل ابن أبي ليلى إلى أبي فقال له: تب مما تقول في القرآن أنّه مخلوق، وإلاّ قدمت عليك بما تكره، قال: فتابعه، قلت : يا أبه كيف فعلت ذا؟ قال: يابني خفت أن يقوم علي فأعطيت تقية!) ( السنة 1/183 رواية رقم: 238) . فهل تتهم ابو حنيفة بالنفاق؟؟!!! المشكلة انك يا اخي الفاضل لم تفرق بين التقية وبين النفاق, فالتقية تكون في حال الضرورة , والنفاق في حال المفسدة اي بغرض الافساد
وسبب اتهام الشيعة بالتقية وحدهم وظهورها منهم اكثر من غيرهم, بسبب الاضطهاد الذي تعرضوا له من زمن بني امية الى بني العباس وغيره من الدول.
والتقية عند الشيعة الإمامية الإثني عشرية ليست من أصول الدين بل من فروعه، فمن لم يفعلها لم يخرج من الايمان ولكن ينقص ايمانه , ولا يوجد عالم من علماء الشيعة لا من المتقدمين ولا من المتأخرين من عدّها من جملة أصول الدين،
وقول الإمام عليه السلام: «ولا إيمان لمن لا تقية له»فهو أيضاً لا يدل على أنّ التقية من الأصول، لأن هذا الكلام غير محمول على إطلاقه، فليس المراد منه نفي الإيمان عن من لا يمارس التقية في موارد وجوبها ، بل نفي كمال الإيمان، وقد ذهب بعض علماء أهل السنة إلى مثل هذا المعنى في تفسير بعض الروايات .
قال ابن عبد البر : ( ... وقالوا يحتمل قوله صلى الله عليه وسلم : لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن يريد مستكمل الإيمان لأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وكذلك السارق وشارب الخمر ومن ذكر معهم ، وعلى نحو ذلك تأولوا قول عمر بن الخطاب لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، قالوا أراد أنه لا كبير حظ له ولا حظّاً كاملاً له في الإسلام ، ومثله قول ابن مسعود وما أشبهه وجعلوه كقوله لا صلاة لجار المسجد إلّا في المسجد، أي أنه ليس له صلاة كاملة،ومثله الحديث ليس المسكين بالطواف عليكم يريد ليس هو المسكين حقاً لأن هناك من هو أشد مسكنة منه وهوالذي لا يسأل ونحو هذا مما اعتلوا به ) (التمهيد 4/237 – 238 ) .
وقال الطحاوي : ( ... ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس المؤمن الذي يبيت شبعان وجاره إلى جنبه جائع، فلم يرد بذلك أنّه ليس بمؤمن إيماناً خرج بتركه إياه إلى الكفر ولكنه أراد به أنه ليس في أعلى مراتب الإيمان ... ) (شرح معاني الآثار 1/28).
واما ما اوردته ان التقية 9 اعشار الدين , فليس معناها ان كل الدين عند الشيعة في الاكثر تقية و العشر الباقي باقي الدين في العبادات وانما كما قال المولى محمد صالح المازندراني هو أنها تسعة أعشار الدين لقلة الحق وأهله، وكثرة الباطل وأهله، حتى إن الحق عشر والباطل تسعة أعشار، ولا بد لأهل الحق من المماشاة مع أهل الباطل فيها حال ظهور دولتهم ليسلموا من بطشهم، والتقية عندنا تخضع لحكم الجائز والمحرم , فما كان فيه خوف على النفس دون التسبب في مقتل مسلم فهي جائزة كما فعل عمار بن ياسر , اما ان كان فيها تسبب في قتل مسلم فتكون محرمة
واما ماذكرته بانهم يتهمون اهل السنة العداء, فقد بينت لك قول جمهور علماء الشيعة بان الناصبي من اخرج البغض والعداء لآل محمد او انكر فضائلهم او استنقص قدرهم متعمد غير جاهل او مشتبه.
واما ما قلته عن السيد حسن نصر الله بغض النظر هل هو شيعي او سني او اشعري او صوفي او مهما كان, انا لم اتكلم عنه كرمز للمذهب في العقيدة, قلت لك بان حزب الله كان لدفاع عن جنوب لبنان وليس يمثل عقيدة الشيعة كرمز من الرموز الواجهة الدينية.
بمعنى او مثال اقرب, بن لادن عندكم يمثل اهل السنة في الجهاد والدفاع, ولو ان هناك من طعن فيه من المتاخرين , لكن ابني على راي العوام بانه يمثل رمز من رموزكم , كذلك الشيخ بن باز عندكم رمز من رموزكم
لكن الشيخ بن باز رمز ديني , وبن لادن رمز مناضل ومجاهد ومدافع عن ارضه.
نفس الوضع مع السيد حسن نصر الله , فا انا اردت ان يتم النظر الى حزب الله بانهم مدافعين عن ارضهم ومالهم وعيالهم , وهذا واجب على كل مسلم بل على كل انسان عاقل ذو حمية ويخاف على عرضه , لايطعن في فعله لاجل كونه شيعي او اشعري او مهما كان.
هذا ما احببت ان اذكره وابينه لك يا اخي الفاضل ولكل القراء
واتمنى ان لا يكون الاختلاف في المذهب يسبب قل الاحترام وبيني وبينك او باقي الاعضاء