بارك الله فيك أختي ميمي .. فعلا هو موضوع يطول ويطول فيه الكلام و ساقتصر هنا بمقال من بحث للدكتور زغلول النجار عن وصف الإنقلاب الشمسي وطلوعها من مغربها و تفسير الظاهرة من المنظور العلمي و تبيان الإعجاز العلمي لنبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم :
ارتباك دوران الأرض قبل طلوع الشمس من مغربها..
بمعرفة كل من سرعة دوران الأرض حول محورها أمام الشمس في أيامنا الراهنة, ومعدل تباطؤ سرعة هذا الدوران مع الزمن, توصل العلماء إلي الاستنتاج الصحيح أن أرضنا سوف يأتي عليها وقت تجبر فيه علي تغيير اتجاه دورانها بعد فترة من الاضطراب, فمنذ اللحظة الأولي لخلقها إلي اليوم وإلي أن يشاء الله تدور أرضنا من الغرب إلي الشرق, فتبدو الشمس طالعة من الشرق, وغاربة في الغرب, فإذا انعكس اتجاه دوران الأرض طلعت الشمس من مغربها وهو من العلامات الكبري للساعة ومن نبوءات المصطفي( صلي الله عليه وسلم)
فعن حذيفة بن أسيد الغفاري( رضي الله عنه) أنه قال:
اطلع النبي( صلي الله عليه وسلم) علينا ونحن نتذاكر, فقال: ما تذاكرون؟, قلنا: نذكر الساعة,
فقال: إنها لن تقوم حتي تروا قبلها عشر آيات
فذكر: الدخان, الدجال, والدابة, وطلوع الشمس من مغربها, ونزول عيسي بن مريم, ويأجوج ومأجوج, وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق, وخسف بالمغرب, وخسف بجزيرة العرب, وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلي محشرهم
وعن عبدالله بن عمرو( رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله( صلي الله عليه وسلم) يقول: إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها, وخروج الدابة علي الناس ضحي, وأيهما ما كانت قبل صاحبتها, فالأخري علي إثرها قريبا.
وفي حديث الدجال الذي رواه النواس بن سمعان( رضي الله عنه) قال: ذكر رسول الله( صلي الله عليه وسلم) الدجال.. قلنا يا رسول الله: وما لبثه في الأرض؟ قال( صلي الله عليه وسلم): أربعون يوما, يوم كسنة, ويوم كشهر, ويوم كجمعة, وسائر أيامه كأيامكم, قلنا يارسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال( صلي الله عليه وسلم): لا, أقدروا له...
ومن الأمور العجيبة أن يأتي العلم التجريبي في أواخر القرن العشرين ليؤكد أنه قبل تغيير اتجاه دوران الأرض حول محورها أمام الشمس ستحدث فترة اضطراب نتيجة لتباطؤ سرعة دوران الأرض حول محورها, وفي فترة الاضطراب تلك ستطول الأيام بشكل كبير ثم تقصر وتنتظم بعد ذلك.
ويعجب الإنسان لهذا التوافق الشديد بين نبوءة المصطفي( صلي الله عليه وسلم) وما أثبته العلم التجريبي في أواخر القرن العشرين, والسؤال الذي يفرض نفسه: من الذي علم ذلك لهذا النبي الأمي( صلي الله عليه وسلم)؟ ولماذا أشار القرآن الكريم إلي مثل هذه القضايا الغيبية التي لم تكن معروفة في زمن الوحي؟ ولا لقرون من بعده؟ لولا أن الله( تعالي) يعلم بعلمه المحيط أن الإنسان سيصل في يوم من الأيام إلي اكتشاف تلك الحقائق الكونية فتكون هذه الإشارات المضيئة في كتاب الله وفي أحاديث خاتم أنبيائه ورسله( صلي الله عليه وسلم) شهادة له بالنبوة وبالرسالة, في زمن التقدم العلمي والتقني الذي نعيشه.
خطأ شائع يجب تصحيحه:
يظن بعض الناس أننا إذا أدركنا في صخور الأرض أو في صفحة السماء عددا من معدلات التغيير الآنية في النظام الكوني الذي نعيش فيه فإنه قد يكون من الممكن أن نحسب متي ينتهي هذا النظام, وبمعني آخر متي تكون الساعة...!!
وهذا وهم لا أساس له من الصحة لأن الآخرة لها من السنن والقوانين ما يغاير سنن الدنيا, وأنها تأتي فجأة بقرار إلهي كن فيكون, دون انتظار لرتابة السنن الكونية الراهنة التي تركها لنا ربنا( تبارك وتعالي) رحمة منه بنا, إثباتا لإمكان حدوث الآخرة, وقرينة علمية علي حتمية وقوعها والتي جادل فيها أهل الكفر والإلحاد عبر التاريخ, والذين كانت حجتهم الواهية الإدعاء الباطل بأزلية العالم, وهو ادعاء أثبتت العلوم الكونية في عطاءاتها الكلية بطلانه بطلانا كاملا...!!!
فعلي سبيل المثال ـ لا الحصر ـ تفقد شمسنا من كتلتها في كل ثانية علي هيئة طاقة ما يساوي4,6 مليون طن من المادة( أي نحو أربعة بلايين طن في اليوم), ونحن نعرف كتلة الشمس في وقتنا الحاضر فهل يمكن لعاقل أن يتصور إمكان استمرار الشمس حتي آخر جرام من مادتها؟ وحينئذ يمكن بقسمة كتلة الشمس علي ما تفقده في اليوم أن ندرك كم بقي من عمرها؟
هذا كلام يرفضه العقل السليم, لأن الساعة قرار إلهي غير مرتبط بفناء مادة الشمس, وإن أبقي لنا ربنا( تبارك وتعالي) هذه الظاهرة من الإفناء التدريجي للشمس, ولغيرها من نجوم السماء دليلا ماديا ملموسا علي حتمية الآخرة, أما متي تكون؟ فهذا غيب مطلق في علم الله, لا يعلمه إلا هو( سبحانه وتعالي).