راكان : لكن أحمد : هناكَ الكثير ممّن يقعُ في ذلكَ منَ المسلمين فما حكّمَهم؟ .
مَنْ فَعَلَ شيئاً من ذلَك فهو آثم سواءٌ فَعَلَه مُجاملةً أو تَودّداً أو حياءً أو لغير ذلك من الأسباب ؛ لأنهُ من المُداهنَةِ في دينِ الله ، ومن أسبابِ تقويةِ نفوسِ الكفّار وفخرِهم بِدينهِم .
راكان : جزاكَ الله خيراً أخي أحمَد كنتُ سأقعُ في منكرٍ عظيِم .. أسأَل الله أنّ يباركَ فيك ..
سأتصلُ علىَ الشبابِ و أخبرَهم أنّنا لنّ نذهبَ معَهُم وسوفَ أقنعهُم بعَدمِ الذهَابِ .
أحمد : وفقكَ الله وأعَانك .
راكان : في أمَانِ الله ، أراكَ علىَ خيّر .
أحمد : السلامُ علَيكُم ورحّمَة الله وبركَاته .
راكان : وعلَيكم السّلام ورحمَة الله وبركَاته .
أغلَق أحمَد سماعةَ الهاتفِ وعادَ يستحّضرُ دروسهُ ويطَالعُ كتبَه .
وفجّأةً دخلَ والدَهُ .
والد أحمد : أحمَد .
أحمد : نعَم يا وَالديِ .
والد أحمد : سمعتُكَ تتحَدثُ في الهَاتفِ بصوتٍ مرّتفِع هَل هناكَ شيٌ مَا؟ .
أحمد : لا يَا وَالديِ لكنّه صّديقيِ راكَان : اتصلَ بي يدّعوني لأنّ أحضرَ معَهم الإحتفال بعيدِ رأّسِ السنةِ الميلاديةِ .
والد أحمد : نعَم قد قرأَتُ إعلاناً في الصحيفةِ وشاهدتُ في التلفَاز إبتهاجَ وسائلِ الإعلامِ بهذه المناسبَة ولا حولَ ولاقوةَ إلاّ بالله .
إنّهم وكالمعتَاد يدعونَ جماهيرَ المسلمين إلى المشاركةِ فيهَا حتىَ لا يُتّهَم الإسلامُ بالرجعيةِ والظلاميةِ، ولكي يثبتوا للعالمِ أنّهم متحضرونَ بمَا فيه الكفَاية حتىَ يرضىَ عنهم عبادَ الصليبِ وعبّادِ العجلِ، والويلُ ثم الويّل لمنّ أنكر مشاركةَ المسلمينَ في تلكَ الاحتفالاتِ العالميةِ الألفية، إنّه سيُتّهمُ بالأصوليّةِ والتطرفِ والإرهابِ وسفكِ الدمَاءِ.
ولنّ تعّدمَ منّ منهَزميهمْ فتاوىَ معمّمَة جاهزةَ بجوازِ المشَاركة، يتلقّفُهَا صحَفيونَ يكّذبونَ عليهَا ألفّ كذبةٍ لإقّناعِ المسلمينَ أنّ الإسلامَ بلغَ من تسامحهِ وأريحيتهِ إجازةَ المشَاركة في شعائرِ الكفّر؛ حتىَ لاَ نجّرحَ مشاعَر الكفّار، ونكدّرَ عليهمْ صفوَ احتفالاَتهم التيِ كَانتْ خاتمةً لقرنٍ شهدَ دماءاً إسلاميةً غزيرةَ نزَفت في أرجَاءِ المعّمورَة بأيديِ اليهودَ والنصارىَ في حروبٍ عقَائديةٍ دينيةٍ غيرَ متكَافئَة، ومَا أنبَاءُ إخوانُنَا في غّزة والعراقِ عن تلكَ الاحتفالاتِ ببعيدةَ إذّ هيَ في آخرِ عامٍ من تلكَ الألفيةِ النصرَانيةِ المتسَامِحَة!!.
أحمد :
نسّألُ الله أنّ يُعزّ المسلمينَ بِدِينَهم ، ويرزقَهُم الثباتَ عليه ، وينّصُرَهمْ علىَ أعدَائِهم . إنّهُ قويٌّ عَزيز .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
نسّألُ الله أنّ يُعزّ المسلمينَ بِدِينَهم ، ويرزقَهُم الثباتَ عليه ، وينّصُرَهمْ علىَ أعدَائِهم . إنّهُ قويٌّ عَزيز .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ ــــــ
( 1 )[المائدة: 48]
( 2 )[الحج: 67]
( 3 ) انظر الاقتضاء (2/425) وأحكام أهل الذمة لابن القيم (2/227 - 527) والتشبه المنهي عنه في الفقه الإسلامي (533)
(4)مجموع الفتاوى (52/923)].