[align=justify]يقال بأن هناك رجل في قديم الزمان كان تاجرا لكنه بخيل بلغ الستين من عمره ولم يتزوج خوفا على ماله من الزوجة والأولاد يأكلونه أو يرثونه بعد موته وفي يوم من الأيام قال له صديق من أصدقائه بأن فلانة من الناس أرملة وليس لها قريب وليس لها سوى ولد صغير من زوجها المتوفى وتناسب لك إن شاء الله فتزوجها ولكنه مازال على بخله وكان تاجرا يذهب كل فترة ويحضر بضاعة من بلد مجاور ويبيعها في بلده ثم يعود وهكذا .
سافر هذا الرجل في أحد المرات في رمضان ووصل البلد الذي يريده قرب غروب الشمس فدخل المسجد ينتظر الأذان فبينما هو كذلك إذ دخل عليه شاب وسيم فسلم عليه وقال له :هل أنت غريب في هذا البلد ؟ قال :نعم .قال تفضل للإفطار فقام معه هذا البخيل ودخل البيت فإذا المجلس ممتلئ بالناس فتناولوا الإفطار ثم قال هذا الشاب :من صلى العشاء فليأ تي للعشاء وبعد الصلاة جاء هذا الغريب فوجد عددا أكثر من الذين حضروا للإفطار وقدمت مائدة كبيرة بشتى أنواع الطعام ثم قال هذا الشاب : من كان غريبا فليأتي للسحور وجاء الغريب ووجد عددا أكثر من البارحة ... دهش هذا الرجل وفي الصباح جلس هذا الغريب عند صاحب متجر وسأله عن صاحب هذا المنزل فقال له هذا رجل جمع أموالا طائلة وكان بخيلا ،أمضى أكثر عمره لم يتزوج ثم تزوج أرملة لها ولد وبعد مدة انتقل هذا البخيل إلى رحمة الله فورثه هذا الولد وأمه وأخذ يلعب بالأموال كما ترى ،قال ومااسمه قال (الهر ) ،فقام هذا الرجل واشترى تجارته وعاد إلى بلده وتصوّر أن هذه المرأة وابنها سوف يرثانه فلما وصل إلى بلده اشترى لحما وأرسله إلى المنزل وكذلك فاكهة وتمرا وجميع أنواع الأطعمة بسخاء ثم جاء ودخل البيت وإذا الزوجة قد اندهشت من هذا التحوّل الغريب فقال لاتندهشي من الآن ،وقال:
نبي نبيدالمال قبل ايبيدنا"="قبل يجي للمال هرٍ يبيده
فصارت عبرة ومثلا يردد حتى الآن ،وإلى قصّة قادمة بإذن الله ،تحياتي[/align]