سأعد حتى العشرة..
وبعد تلك العشرة..
فكل ما يضجرني سأغيره..
وكل بحر ثائر سأعبره..
وقلمي لما اراه ملائماً سأجبره..
وفؤادي المجروح سوف أقبره..
ومن الوريد إلى الوريد سأنحره..
وسأقول حين ميسرة..
والحزن سوف أدمره..
وللهند سأنفيه أو حتى أنقره..
أو ربما روما للقياصرة..
وقد أزج به للمقبرة..
وكل حرف جر سوف أجرجره..
ولسوف أغتال العيون الجائرة..
ولسوف أصرخ حتى تذبل مني الحنجرة..
ولسوف أدعو كل مرتد عن الحب إلى النزال وأقهره..
ولسوف أستدعي القلوب الطاهرة..
أطلبها معينةً وناصرة..
وسأخطب فيها خطبة مستعرة..
وسأطلب حق الجمهرة..
وكل حضر جائر سأكسره..
وسأصادر من كل جارح سكينه وخنجره..
وسأسلب الحلاق حتى الشفرة..
وكل ما يجرح بشر أو حتى بشرة..
وسأملئ الدنيا جيوش سائرة..
ولسوف أقتل كل النزوات العابرة..
وكل من قرر الفراق سأشنقه بما قد قرره..
وسوف اجتاح الدروب الوعرة..
وسأخوظ صحراء الرمال الثائرة..
ولسوف أحسبها النجوم الساهرة..
وسوف أسئله القمر الحزين عما ينوره..
وكل من يحب سوف أنصره..
فهذه عقيدتي الثائرة..
فكتبت في كل البقاع مذكرة..
أبدء في أحداثها المؤثرة..
مما أحاكه القلم وسطره..
وفجأة تنضب مني المحبرة..
تسقط من طاولتي المدورة..
فأكتشف بأن كل أوراقي مبعثرة..
ورغم كل حماستي والزمجرة..
رأيت اني قد اطلت الثرثرة..
وضاع مني الوقت يا حسرتي ما أقصره..
ونسيت أن أعد حتى العشرة..
فهل لي أن أطلب بعض المعذرة..؟
فقد نسيت العد حتى العشرة..