من كتاباتي : الحكمة من قلب الرداء في صلاة الاستسقاء
لقد كان من سنة الحبيب عليه الصلاة والسلام قلب الرداء بعد الانتهاء من الخطبة راجيا أن يغيّر الله الأحوال من الشدة إلى الرخاء ونحن نقتدي به كيف لا وهو الهادي البشير والسراج المنير الذي ماترك خيرا إلا وقد دلنا عليه ولاشرا إلا حذرنا منه ،وهي دعوة منه بأبي وأمي عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم للناس لتغيير أحوالهم ورجوعهم إلى بارئهم بالتوبة ولإنابة إليه ،وكم نحن بحاجة ماسة إلى تغيير أحوالنا تعاملا وسلوكا وأدبا وبرا وإحسانا مع ربنا ومع أنفسنا ومع الآخرين من قريب وبعيد بالوقوف مع أفعالنا وأقوالنا وكل ما نتعامل به ،فننظر في أحوالنا نظرة تأمل هل نحن نحسن المعشر ،وللآخرين نقدّر ،وعلى المكاره نصبر ،ولربنا الخالق المدّبر نطيع ؟! فإن كنا كذلك نحمده رب العبيد ونطلبه المزيد ،وإن كنا خلاف ذلك فالحل هو التوبة والرجوع إلى من ستجتمع عنده الخصوم في يوم الجمع ذالك يوم التغابن في يوم لاينفع فيه مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم ،ونبدّل أحوالنا بالتحلل من حقوق البشر والعودة إلى حسن التعامل معهم وتقديرهم كما ينبغي ،وجميل بالمرء أن يقوم بهذا يقول عفى الله عما سلف بعد أن كان بذيء اللسان سيء الخلق والتعامل مع الغير فيغيّر أشياء كثيرة في حياته لعلّه يكسب ود الآخرين بجميل الكلام والتلطف والأدب الجم والشكر لهم ومن لايشكر الناس لا يشكر الله والله لايغيّر مابقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم كما قال تعالى في سورة الرعد ومن غيّر من أحواله وعاد إلى صالح القول ولو بشيء يسير سيجد خيرا كثيرا من ربه، ومن الناس ومن عامل الناس بلطف عاملوه كذلك ،فهيا أيها الأحباب لنطبق مافعله الحبيب فنغيّر من أحوالنا ونكون نواة بناء لاهدم في المجتمع بالعمل الجليل والقول العذب السلسبيل مع الرب جل وعلا ومع عباده ومن عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ،وسنشكر كل من يفعل ذلك وندعو له بالثبات حتى الممات ،والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل .