شجرة
-
-
الحب
-
-
الوارفة الظلال
-
-
يشكو الكثير من الأزواج إن لم يكن كل الأزواج من جحود المرأة ونكرانها لكل جميل أسداه إليها الرجل ، والحقيقة التي لا يستطيع أحد نكرانها بمن فيهم المرأة نفسها ، إن المرأة إذا استبد بها الغضب على الرجل فقدت المقدرة على استعادة محاسنه ، وأظهرت لها لحظة الغضب التي تعيشها عيوب الرجل كلها مجسمة أمامها.
ولا شك أن هذا التعميم على صحته لا يشمل كل النساء بدرجة واحدة وإنما بدرجات متفاوتة ، تتحكم في هذا التفاوت عوامل السن والذكاء والثقافة والطبع.
وهناك حقيقة قرآنية قدرها الله من فوق سبع سماوات أن المرأة تتحكم فيها العاطفة أكثر من تحكمها بالرجال ، ولا عبرة بالحالات النادرة من هذه القاعدة من النساء والرجال ، وبناء على هذه الحقيقة قضى الإسلام أن تكون شهادة الرجل الواحد بشهادة امرأتين ، والمرأة المؤمنة بما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم لا تستطيع الاعتراض على ذلك ولا يمكنها المكابرة لأن ذلك حكم الله أعدل الحاكمين وأحكم العادين.
والمتأمل في هذه الحقيقة يؤكد أن زيادة نسية العاطقة عند المرأة لا تعيبها على الإطلاق ، لأنها لابد أن تختلف عن الرجل في تركيبها النفسي والحسي كما يؤكد العلم ، فالرجل لا يستطيع الصبر على الأمومة والتربية ، ولا يستطيع إعطاء ذلك الحب والحنان المتدفق بلا حدود للأبناء ، كما لا يستطيع الرجل أن يتحول إلى تلك الجنة من الحب والعطاء الذي تعطيه المرأة لزوجها عندما تجري سفينة حياتهما رُخاء ، فعاطفة المرأة الفياضة هي الشجر الأخضر الذي يستظل به الرجل من قيظ الحياة وسعادتها في يفاعة عودها ولينه ، وزينة الحياة الدنيا في ثمرها وعطائها.
وزيادة نسبة العاطفة عند المرأة لا تعني على الإطلاق نقصان قدراتها العقلية عن الرجل كما يتهمها بعض الرجال ، ولو كان ذلك حقاً لما تفوقت المرأة على الرجل في بعض المجالات العقلية وعلومها ، وكشوف التفوق في المدارس والجامعات تؤكد هذه الحقيقة ، وهذا لا يلغي حقيقة أن بعض هذا النوع من المتفوقات والذكيات والمعلمات تختلط عليهن الموازين ويخلطن أوراق الحق والباطل وفقاً لاتجاه عواطفهن في حالتي الرضا والغضب بنسب مختلفة بالطبع لأن المرأة هي المرأة ولا تستطيع أن تكون رجلاً على الإطلاق إلا إذا توافرت فيها كروموسومات الرجولة بنفس القدر الذي تتوافر في الرجل العادي.!!
ومع ذلك تظل هناك امرأة عاقلة تتذكر إذا مسّها طائف من غضب أو عاصفة من رضا فتتحكم في عاطفتها دون أن تلغيها . لا تجحد الرجل في كل ما قدم إليها من أفعال حسان ، وفي كل ما أسدى لها من جميل لأنه قصّر مرة في حقها أو أخطأ عليها ، ولكن قد يغلب الطبع التطبّع فيها على الرجال الأزواج خاصة إدراك هذه الحقيقة.
فلا يردوا لها الصاع صاعين لأنهم على امتلاك عواطفهم أقدر ، ولا عبرة بالشواذ ، حتى تسير سفينة العمر بأمان في بحر الحياة الذي لا يخلو من العواطف والعواطف والأعاصير.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وصف المرأة بأنها : ( كفارة للعشير)). وكذبت من أنكرت ذلك من النساء مكابرة أو جهلاً أو هُما معاً ، ولكن من تعترف به تستطيع التعامل معها ومحاولة معالجته ، فإن لم تستطع التخلص منه نهائياً فهي تستطيع الحد منه ، والعلم بالداء نصف العلاج ، لأن المعرفة بهذه الحقيقة تعين بعض النساء العاقلات على تذكرها في الوقت المناسب وبالتالي الامتناع عنها ، واستدراكها أو التقليل منها ، وأفضل النساء تلك التي تعرف بغلبة الطبع على التطبع فلا تكابر ، والاعتراف بالحق فضيلة.
**** **** **** ****
قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إني لأعلم إذا كنت عني راضية ، وإذا كنت علي غضبى)) فقلت : من أين تعرف ذلك ؟ قال: أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين : لا ورب محمد! وإذا كنت غضبى قلت : لا ورب إبراهيم)) قالت : أجل . والله! يا رسول الله! ما أهجر إلا اسمك. (متفق عليه).
أخوكم :::
ابن الأميرة
khaled
العرض العادي
