بسم الله الرحمن الرحيم
سمع عن فتاة وراقت له مواصفاتها تحرى عنها وسأل فأعجبته واقتنع بها وتمنى أن لا تكون زوجته إلا هي
فلما صارح أهله برغبته في الزواج بها .....صرخوا في وجهه وعارضوه
فوالده لا يحب هذه العائلة
وأمة ترغب في ابنت خاله زوجة له
وأخته تخطط لصديقتها الغالية لتكون هي زوجة أخيها
وإذ بصاحب الشأن هو أخر من يختار بل إن المطلوب منه فقط ان ينتقي في حدود أختياراتهم فيدخل يوم فرحه كسير القلب وقبل تمام زواجه الأول يمني نفسه بزواج ثاني كما يحب هو ويرغب لان الحرية حيئذ ستكون قد وهبت له من قبل أهله وانطلق من قيودهم ليعيش بعد إذ مأزق أخر وهو استقرار ابنائه ورغبته في المحافظة عليهم فقد جاؤوا سريعا وهو لم يتنفس الصعداء بعد
فيظلم بنت الناس بعشرة سيئة لانها ليست كما يتمنى ويعيش معها في بيت أركانه من حنق وسقف من قش
مهدد بالانهيار في أي لحظة
لانه بكل اختصار شاب ضعيف الشخصية لا يملك من الحكمة وحصافة الرأي مثقال ذرة
بل اني والله أعرف من قال بلسانه سأتزوج من يريد أهلي وبعدها أفك لاتزوج من أريد
أي قلب هذا وأي جرم أرى أن هذا كالقاتل تماما لانه يقتل مشاعر كائن حي ويحطم حياته
يخرجها من كرامة منزل والدها ليرجعها محطمة مكسورة
فقط لانه جبان فلم يستطع أن يختار في حياته الخاصة ورضخ لتبريرات غير منطقية حتى وإن كانت من أقرب الناس فالموضوع شخصي بالدرجة الأولى قائم على العاطفة والإرتياح
حقيقة ظاهرة أرغام الشاب على أختيار الاهل في الزواج الاول منتشرة بيننا على مستوى كبير
يقف الأهل بقوة ضد أختيار ابنهم لانها ليست من الأقارب
أو لان ابنهم البكر يريد الأقتران بأرملة أعجبته أو مطلقة
أو لان عائلة الفتاة فيها وفيها
أسباب واهية وغير منطقية يمجها كل عقل سليم
يقفون بها عائق في وجه بناء بيت منسجم البنيان
إلا أن الملام الوحيد حقيقة هو الشاب نفسه لانه هو وحده صاحب الشأن وهو من رضخ لرغبات ليست رغبته ولبس اختيار ليس مقاسه
فقد كان يجد نفسه بين خيارين أحلاهما مر إما أن يفرط في اختياره ليرضي أهله ويكسب مساندتهم له في مهره ومتطلبات زواجه أو يكسب زوجة كما يرغب ويبني بيت كما يحب ويفرط في رضى أهله ومساندتهم له
إلا أن المخرج من ذلك أن لا يقدم على اختيار غير مقتنع به بشجاعة وحسن أدب فيكون كسب الموقفين
ويجب على الأهل أن يكون تدخلهم في حدود إبداء الرأي دون إلزام به
الموضوع منقول
.jpg)
العرض العادي
