[CENTER]
في احدى الروايات العالمية الشهيرة كان هناك مشهدا توقفت امامه كثيرا ونقلته لكم ليس
بسبب الحزن الموجود به ولا لروعة الكاتب
و تفننه في وصفة فقد كنت اقراه مرارا و تكرارا واكتشفت
انه يصف اسوا لذة قد يقع فيها البشر انها اللذة الخطرة........
و ملخص الرواية يدور حول رجل كان دائما يقول لكل من يقابله
انا موسيقار انا عبقرى...... بداخلى فن
عظيم لكنى لا اقدر على تحقيق اى
شئ.....زوجتى.....انها السبب تقتل طموحى تمنعنى
من النجاح لا استطيع كتابة لحن واحد وهى على
قيد الحياة هى سبب فشلى
كان دوما يتهمها يكدرها يضربها ويعنفها و يحملها
مسئولية فشله و عدم قدرته على الأبداع وهى
تبقى امامه ساكنه لا تصرخ لا تعترض حتى الآه
لا تخرج من بين شفتيها...... تذرف الدموع فى صمت
وهو يهينها ويضربها بكل قسوة وعنف!!!!!!!!!
وفى ليلة من ليالي الشتاء الباردة عاد لبيته نادى على
زوجته فلم تجب بحث عنها فوجدها مكومة باحد جوانب
الغرفة ،ركلها بقدمه فلم ترد شعر بالخوف و امتدت يدة تربت
على وجنتيها بحنان لم يعرفه في نفسه هزها فلم
ترد....لقد ماتت....وصٌعق لم يتوقع موتها لم يفكر يوما
انها ستتركه هكذا ..........هل سيستطيع
الأبداع الآن؟؟!!........هل سيتمكن من كتابة الألحان ؟؟!!!..
..........لا....لا.....لا....
لم تكن زوجته هى المشكله !!!!!!!!
بل كانت الكارثة بداخله هو فهو لا
شئ لا يقدر على اى شئ...........حتى الحجة التى
كان يستر نفسه بها امام الناس تركته غادرته الى
غير رجعه فماذا سيقول للناس الآن؟؟؟!!كيف سيبرر عجزه ؟؟!!
لم يجد جوابا لتساؤلاته و حيرته فهام على وجهه
بالطرقات حتى تعثر بحجر فى الطريق
ووقع على وجهه و...........مات!!!!!!!!!
هل تعلمون ما هى اللذة التى وقع هذا الرجل المسكين ضحية لها؟؟!!
وقصة اخرى
لفتاة وقعت فى نفس اللذة .. كانت لفتاه
جامعية.. كانت هادئة الملامح و التصرفات تمتلك عينيها
جاذبية عجيبة تشد كل من ينظر اليها رشيقة واثقة
الخطوات ......وفي يوم
من ايام السنة الثانية التقت به ....شاب حرك مشاعرها
...فاحبته... اطرى على انوثتها....فعشقته....
حلقت فى سماء الحب....... اراها عوالم لم تعرفها
من قبل .........احبته من كل قلبها ..............
غاب عنها فترة .. وفى يوم جاء لها معلنا انه يحب
فتاة جميلة ..رقيقة المشاعر لا يعرف كيف وقع فى
حبها انها تشبهك فى تصرفاتك تعالى معى اليوم لأعرفك
عليها فقد حدثتها كثيرا عنك .........
وقعت كلماته عليها كالصاعقة لقد كانت بالنسبة له
مجرد صديقة يعزها و يحترمها ... كانت تعتقد انه يحبها
و لم تتخيل يوما ان ما يكنه لها مجرد صداقه
وتبدلت احوالها بعدها ...خاصمها هدوئها صارت تظهر في
كل الأوقات دون حياء تقتحم حياة زملائها فى وقاحة
باتت تمضى ايامها بطريقة سافرة لا تحفظ بها شيئا
من كرامتها او سمعتها!!!!!
وفي يوم جاء اليها يسالها ماذا حدث؟! كيف تغيرت
هكذا ؟! لقد كنت مثالا للهدوء والألتزام فما السر؟!
كان ينظر لها في احتقار و اشمئزاز من ملابسها التى
تظهر اكثرمما تخفى تعجب من اختفاء جاذبية
عينيها..... طالبها بالرد فصرخت لانى
احبك .....لقد كنت كذلك لانى احببتك لكنى مهما حاولت
لن اعجبك فلماذا اتعب نفسى لماذا احرم نفسى
ساعيش حياتى كما اريد ...ساستمتع ما دمت حية
فلا اخلاق ولا ادب ولا حياء جعلك تحبنى فربما تعجبك
خلاعتى.....وقف امامها مذهولا مدهوشا لم يرد
عليها تركها وذهب ..ذرفت دموعها ..و استمرت
هى فى طريق الضياع !!!!!!!!!!!!!
فهل علمتم الآن ماهى اللذة الخطرة التى يقع فيها البشر؟؟؟!!!!
انها لذة الفشل.....فهل للفشل لذة؟!!
نعم انها لذة عظيمة تجعل من ذاقها اسيرا لها يعجب
بالشكوى ...بتعاطف من حوله ..... من قلة حيلته يجعل
من حياته اسطوانه مكررة يعيدها فى لحظات صحوه بل
و منامه ايضا ...تمر به السنين دون ان ان يتحرك من مكانه
فبالنسبة للموسيقار جعل من نفسه سجينا لاعتقاده
انه فاشل و ان السبب زوجته لم يحاول ان يدرس
ان يتابع الجديد ان يطور من نفسه،او ان يدخل مجالا
آخر مادام انه غير قادر على النجاح بهذا المجال بل
بقى يتلذذ بفشله يصنع منه قصيدة ينشرها فى كل
مجلس و في كل مكان يدخله حتى بات الجميع يعلم
انه مسكين وان القدر قد ابتلاه بزوجة تنغص
حياته....حتى صدق نفسه وصدق ماساته التى صنعها بنفسه!!!!
ولكن ....عندما ماتت زوجته اكتشف الحقيقة ان زوجته
ليست سبب الفشل الذى يعيش فيه و بموتها لن يكون
هناك ما يبرر به فشله فذعر... وخاف من انتهاء
لذته فحتى الفشل لن يستطيع ان يتغنى به .......فكان الموت رحمة له!!!!!!!!!!!!
اما الفتاة فقد كانت مصيبتها اكبر فقد جعلت من قصة
حب فاشلة (عبرت من خلالها) للانحلال و الانحطاط
جعلت من فشلها قصة تحاول ان تكتسب بها تعاطف
الجميع لكنها لم تجنى سوى الاحتقارفانغمست
اكثر فى السفور حتى وصلت لطريق ليس منه رجعه
وختاما اقول:
ان الفشل يزور كل واحد منا بشكل او بآخر
واجب علينا الا نجعل منه قصيدة نتغنى بها سواء امام
الناس او حتى بيننا وبين انفسنا..
..فلا ينبغى ان نكون فريسة للفشل ..
..او طريدة سهلة له
عذرا على الأطالة....
في صميم الموضوع
v
v
v
هل الفشل لا يحطم الا النفس الهزيلة ؟
وهل صحيح ان النفس القويه والعزيزة قد تتخذ من فشلها
عدة نجاحات ؟!!
لا يوجد انسان على وجه الارض باختلاف طباعه يتلذذ بالفشل...
لكن مشكلة هذا الانسان الذي وقع ضحية للفشل
هو عدم قدرته على التخلص منه ....
عدم امتلاكه الارادة الكافية للتخلص من كل هذا الفشل الذي احاط به....
واصبح جزءا منه فأدمن عليه رغم ارقه وتعبه و رجائه لان يتخلص منه....
هل تعرف كيف يكون احساس الشخص الفاشل بنفسه؟؟؟؟
احساس لا يطاق احساس قاتل... كيف له ان يتلذذ به؟؟؟؟؟
لكن لضعفه وعدم قدرته على التخلص يبحث عن اسباب ومبررات ليس لها اي اساس من الصحة..
العرض العادي
