قال ابن القيم رحمه الله ولا ريب أن حسن الظن بالله إنما يكون مع الإحسان، فإن المحسن حسن الظن بربه، أنه يجازيه على إحسانه، ولا يخلف وعده، ويقبل توبته، وأما المسيء المصر على الكبائر والظلم والمخالفات فإن وحشة المعاصي والظلم والحرام تمنعه من حسن الظن بربه، وهذا موجود في الشاهد فإن العبد الآبق المسيء الخارج عن طاعة سيده لا يحسن الظن به، ولا يجامع وحشة الإساءة إحسان الظن أبداً، فإن المسيء مستوحش بقدر إساءته، وأحسن الناس ظناً بربه أطوعهم له. كما قال الحسن البصري: ( إن المؤمن أحسن الظن بربه فأحسن العمل، وأن الفاجر أساء الظن بربه فأساء العمل ).


أسال الله ان نكون ممن احسنوا الظن بالله فرب العزة يقول فى الحديث القدسى
" أنا عند ظن عبدى بى."


فهو الرحمن الرحيم وسعت رحمته كل شىء . قسم رحمته الى مائة جزءا . أنزل منها جزءا واحدا يتراحم به العباد فى الارض حتى ان الدابة ترفع حافرها عن وليدها خشية ان تصيبه . وادخر تسع وتسعون جزءا ليرحمنا بها يوم القيامة . حيث نكون فى أشد الحاجة الى الرحمة .

المكان : ارض الساهرة

"يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قلوب يومئذ واجفة ابصارها خاشعة يقولون أءنا لمردودون فى الحافرة أذا كنا عظاما نخرة قالوا تلك اذا كرة خاسرة فانما هى زجرة واحدة فاذاهم بالساهرة"
6و7و8و9و10و11و12و13و14 سورة النازعات.

والساهرة هى الارض التى سوف نتجمع فيها ونحشر فيها بعد النفخة الثانية فى الصور . حيث تبدل الارض غير الأرض والسماء غير السماء .

الزمان : يوم القيامة


"فاذا نفخ فى الصور نفخة واحدة وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة فيومئذ وقعت الواقعة"
13
و14و15 سورة الحاقة .


المشهد :
العرض على رب العالمين الملك
السماء مطويات بيمينه ويقول انا الملك لمن الملك اليوم لمن الملك اليوم
ويرد الملائكة لله الواحد القهار .
يقف هذا العبد المسكين بعدما قد أخذ صحيفته بشماله

يقرره الله بذنبه
عبدى ..فعلت كذا يوم كذا
نعم يارب
عبدى فعلت ذنب كذا يوم كذا .
يقول العبد نعم يا رب .
حتى يقرره الله بذنبه كله .
فيأمر الله ملائكة العذاب أن يأخذوه والى الجحيم يلقوه
فتحمل الملائكة هذا العبد
أخذ يتلفت يمينا تارة
ويتلفت يسارا تارة
والى الوراء تارة
فيأمر الله الحنان المنان ذى الجلال والاكرام الملائكة أن تتوقف .
ويسأل الملك هذا العبد
عبدى ...ألك حسنة فعلتها ولم تكتب فىصحيفتك ؟!
فيقول : لا يا رب .
يقول الملك : عبدى .... أكتبت عليك سيئة فى صحيفتك ولم تفعلها ؟؟!
فيقول : لا يا رب .
يقول الملك عز وجل : فعلام تتلفت اذن ؟!
فيقول العبد : ما كان ظنى بك هكذا يا رب .... ظننت أنك تدخلنى الجنة ...
فيقول الملك الرحمن الرحيم اللطيف الرؤوف
خذوا عبدى الى الجنة .
أه أه أه
ياله من رب كريم
هذا العبد أحسن الظن بالملك فكان الله عند حسن ظنه

والله كلما تذكرت هذا المشهد تسيل دموعى ..........ووأقول أبعد كل هذا أعصيك
أبعد كل هذا أبعد عنك ...............
أبعد كل هذا تجدنى عند ما نهيتنى عنه ولا تجدنى عند ما أمرتنى به
يا ليتك تغفر لنا وترضى عنا
فنحن عبادك الجاهلين الظالمين المذنبين المحرومين المحتاجين اليك يا رب .