عـادتْ و مـا رَوِيَـتْ من ظمـأ...
فِجَـاجٌ تُرَجِّـعُ وَقْـعَ الصَّـدَى ****** و تشْــدو بقيثـارتي العـانِيَـهْ
تُـوزِّعُ أشجَــانهَا في المــدَى ****** و تشْكـو ضنَـاها إلى السَّـاقِيهْ
و زهْـرٌ يداعـب قَطـرَ النَّـدى ****** و يَسْبَـحُ في نشْـوةٍ طـاغيـهْ
و تغـريدَةُ الصُّبـح حين شَـدَا ****** يُخَفِّـفُ من وِحـدَتي القاسِيـهْ
وقفْـتُ على السَّهـلِ أملأُ عَيْني ****** بِرَسْـمِ الدِّيارِ و سِحْـرِ الزُّرُوعْ
فهـاجَتْ دُموعُ الأسَى و الحنِينِ ****** و يا طِيبَ سِـرٍّ تَلَتْـهُ الدُّمـوعْ
فذَكَّـرَني وَشْــمُ حَيٍّ حَزيـنِ ****** سَلِيلَـةَ خيْـرٍ عَـروسَ الرُّبـوعْ
فأرْسَلْـتُ في مُتْـرَعـاتِ الأنِينِ ****** تسابيحَ ذكرَى شَجَتْـهَا الضُّلوعْ
أنا هـاهُنا جَـذْوَةٌ من نَحِيـبْ ****** تموتُ و تحْيـا بـوادي الغَجَـرْ
كَـأَنيِّ بها ذِكـريات الغَـريبْ ****** ضَـرِيـر الزمـان اسْتَعادَ النَّظرْ
تهـادتْ لِتـوقِـظَ قلبي الكئيبْ ****** كما يوقِـظُالزهـرَ مـاءُ المطرْ
فقد تُطفيءُ الريـحُ حَـرَّ اللَّهيبْ ****** و تُشْعِلُـه نسَمـاتُ السَّحَـرْ
فـؤادي على ذكـريـاتي انهمرْ ****** يسيـحُ على جرحـها النَّـاعِرِ
يتيـمُ المُـنىَ مُشْـرَئِـبُّ النَّظَرْ ****** و يرْنُـو إلى نجمِهـا الغَـائِـرِ
و أَغْضَتْ لَيَالي الهوى في خَفَـرْ ****** لِتَنْسـابَ في قلبِهـا الشَّاعِـرِ
و هَبَّـتْ نُسَيْمَاتهُا في السَّحَـرْ ****** تُضَمِّـدُ جُرْحَ الجـوى الثَّائِـرِ
أنا قَبَـسٌ من سِــراجِ الإلَـهْ ****** تهـادى إلى قَبْضَـةٍ من حَمَـأْ
على الكَـافِ و النُّونِ شَعَّ سَناهْ ****** بديـعُ القـديـرِ و مـاذا ذَرَأْ
و مَـرَّتْ حيـاتي بِدُونِ انْتِبَـاهْ ****** كـأَنَّ الحيـاةَ بقـايَـا نَبَـأْ
و سَـارَتْ إلى مُتْرَعـاتِ المِياهْ ****** و عـادَتْ و ما رَوِيَتْ من ظَمَأْ
رَجَـوْتُ و كان رَجـائِيَ هذَا ****** يَهُـزُّ النَّسيـمَ بِذِكـرَى جمِيلَهْ
و صِحـتُ على مَسْمَـعَيَّ لماذَا ****** أضَـاعَ نهـارُ الأمَـاني دَلِيـلَهْ
طَرَقْـتُ السَّمـاءَ رَجَوْتُ مَلاذَا ****** أُقَلِّـبُ كَـفَّ الرَّجـاءِ النَّحِيلَهْ
إلهي أَجِـرْني و هَـبْ لي رَذَاذَا ****** يُلَطِّـفُ أرْضَ اغْتِـرابي العَلِيلـَهْ
العرض العادي
