[hide][/hide]

مليارات من الدولارات ينفقها العرب سنوياً على اعمال السحر والشعوذة
د. معتز محيي عبد الحميد
لايخطر على البال ان تظهر على شاشة احدى الفضائيات امرأة جميلة التقاطيع لتقول انها تمارس السحر وانما تساعد النساء المظلومات على التخلص من ازواجهن بالسحر فقط..

ومع ذلك لاتتحرك اية جهة قضائية او دينية او اجتماعية لاستجواب او محاسبة تلك المرأة، عن صحة ماتقول.. او ماتعمل وكأن الامر اصبح مباحا في هذا الزمن الذي اصبح كل شيء فيه مباحاً!.
قال لي وهو يستمع الى هذه المرأة... هل سمعت عن الزئبق الاحمر؟..
فقلت له في دهشة: هناك الزئبق الفضي الذي يوجد في التروموتر ولكن ذلك (الاحمر) فانه غير مالوف!.. قال لا.. ان الزئبق الاحمر من الطلاسم التي تستخدم في السحر ويروجون لقدرته الخارقة ولايقدر عليه غير اصحاب الملايين وذوي النفوذ في العالم العربي.. لجلب الحظوة والمال لهم ولحمايتهم من الشرور والقتل وتحضير الجان وفك السحر الاسود.. وتحويل الورق الى دولارات!.. وغيرها من الاساطير!.. فوجدت نفسي اتحرى ماوراء اسطورة لغز اسمه (الزئبق الاحمر) وخصوصاً بعد ما عرفنا ان العرب ينفقون ستة مليارات دولار سنوياً على اعمال السحر والشعوذة، وان الاثرياء منهم يقعون فريسة للدجالين والنصابين الذين يدعون استخدام الزئبق الاحمر لتسخير الجان وعلاج الامراض والحصول على الكنوز المدفونة وخرافات اخرى.. وحسب ماسمعت فان الزئبق الاحمر نادر الوجود ويتم استخلاصه من معادن البراكين التي تقذفها الحمم من باطن الارض.. ولذلك فان ثمنه يصل الى الملايين ويبلغ الغرام الواحد ثلاثة ملايين دولار!... وليس من الميسور الحصول عليه الا عن طريق الوسطاء في شمال افريقيا والسحرة الافارقة الذين يعملون بالسحر الاسود.. وقد يكون ذلك نوعاً من الافك واحاديث السحر ولكن لايمنع من انتشار الاسطورة عن ان القطرة من الزئبق الاحمر تمنح الثروة وتجلب الحظ وهو ما يتردد في اوساط رجال الاعمال والسياسيين والباحثين عن النفوذ والملايين.. وقيل لي: لاحديث في مجتمع الصفوة الا عن ذلك الزئبق الاحمر وقوته الخارقة وهناك روايات اغرب من الخيال عن التغيير الذي حدث لاشخاص استخدموا السائل السحري ونقلهم من حال الى حال.. وذلك يسعون للحصول عليه باي ثمن واستخدامه في الاحجية والطلاسم.. وليس هناك مصدر معروف ومحدد للزئبق الاحمر لان الذين يتاجرون فيه غير معروفين ويتم تناقله عبر حلقات متشابكة من الوسطاء ويجري تداوله بين السحرة في البلاد العربية واسرائيل سراً وذلك خوفاً من المافيا التي تسيطر عليه.. وقد انتقل هوس الزئبق الاحمر الى العراق بعد سقوط بغداد وانتشار عمليات النهب والسرقة ولم يسلم اي شيء من ايدي الحواسم!.. وقد انتشرت اكثر من قصة عن عثور القوات الاميركية على الزئبق الاحمر في مدينة العمارة وقامت باستخراجه ونهبه بمساعدة مافيا يهودية.. كانت قريبة من مرقد (العزير)!..
ويثير الاهتمام ماكشف عنه احد المختصين بالاثار.. انه قام بحفر عدة اماكن في منطقة العمارة ولكنه لم يعثر على اي دليل على وجود الزئبق الاحمر على الاطلاق وتبين انه من خيال الناس بعد انهيار النظام السابق وقيل ان رئيس النظام السابق صدام كان يستخدمه ليعطيه قوة خارقة!!.. وقد نصحه احد امراء الخليج باستعماله.. واخذ بنصيحته!....
اين الحقيقة اذن في لغز الزئبق الاحمر وقوته الخارقة وعلاقاته بالجان واباريق النشوة في بابل... وهناك اعتقاد سائد بانه توجد ايقونه مدفونة في بقعة معينة في ارض بابل تحتوي على كمية كبيرة من الزئبق الاحمر... ويسعى لصوص الآثار للتنقيب عنها في المقابر والتلول القريبة من اثار بابل!.. ويصل الصراع بينهم الى حد القتل.. وهناك نوع اخر يسمى بالزئبق الاسود (الروحاني) ويقال انه النوع العالي الذي يحرسه (الجان) ويوجد في ايقونة معلقة في رقبة احد كهنة بابل ويعتبر اعلى انواع الزئبق واكثرها ندرة.. ويقال ان الايقونة الواحدة تحتوي على ثلاثة غرامات من ذلك الزئبق الاسود... ويعتقد المنقبون على الآثار والحرامية واللصوص ان كنوز بابل الاثرية تحتوي على كميات كبيرة منه.. وان الزئبق الاسود والاحمر له قدرات خارقة ومنها استحضار الجان واستخراج الكنوز الملكية الذهبية الثمينة والكشف عن اماكنها.. وهناك طقوس معينة يقوم بها البعض لاستخدام الزئبق الاحمر في الطلاسم وتحضير الجان وعمل البازبند وغيرها..
اتوقف هنا عندما ذكر في القرآن الكريم: (وماكفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وماانزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من احد حتى يقولا انما فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما مايفرقون به بين المرء وزوجه وماهم بضارين به من احد الا باذن الله) فقد اتبع اليهود ماقصته واختارته الشياطين من السحر والاوهام على عهد ملك سليمان حيث قالوا ان ملكه قام على السحر وكذبهم الله تعالى فيما قالوه.. وكان الملكان هاروت وماروت يعلمان الناس السحر ليفضح مزاعم السحرة الذين كانوا يدعون النبوءة كذباً، وكان السحر منتشراً في ذلك الزمن في مدينة بابل..
اذن لم يبق السحر في ارض بابل فقط.. بل انتشر على الفضائيات!.. ولم يعد ممكناً تجاهل تلك الظاهرة حيث تقول الساحرة على شاشة التلفزيون انها تتلقى طلبات من نساء في اميركا وكندا ومن اوروبا ايضاً.. ولكنها لاتنفـذ ذلك الا اذا اقتنعت اولاً.. وعرفـت انه لاحـل للمشكلة الا بتـلك الطريقة.
ولكـن قبـل ان تعمـم هـذه الظاهـرة علـى جميـع الفضـائيـات العربيـة.. الا مـن نص قانونـي يعاقـب على ممارسـة السحر والشعـوذة؟!.