الحياة الزوجية متقلبة يعتريها الفرح والحزن والفقر والغنى والسعادة والشقاوة الود والاختلاف لكن !!!!! إذا كان العقل حاضرا والقلب واعيا حضر الأمان في حياة الزوجين .
قابلت صديقي المبتسم دائما في مركز للمواد الغذائية بعد نهاية الدوام اليومي وهو يدفع عربة مليئة بالطلبات فأردت ممازحته فقلت له : هذي الزوجة القوية التي جعلتك تنزل للسوق في هذا الوقت . فالتفت إلي وإذا بعبوس شديد وتقطيب جبين لم أعهده عليه في حياتي فرد علي قائلا : ما أصعب قهر الرجال ! أحببت أن ألطف الجو معه فقلت له : يا هذا لم حق علينا ، فقال : ولنا حقوق عليهم ، قلت : والمعاشرة بالمعروف واجبة ، قال : ومعرفة واجبات الطرف الآخر مهمة . قلت : أنت الذكي الحصيف ومنك نتعلم . قال : كتم الغيض أتعبني ، وتقصير الحبيب أحزنني ، وإنشغال الشريك عني آلمني فما أصنع ، ثم قام صديقي بدفع عربته وسار أمامي وأنا من خلفه وأسمعه يقول : غفر الله لك يا أبي أسميتني ( .............) حتي أصبح لي من اسمي نصيب أراعي نفوس الآخرين وأحرص على مد يد العون لهم وأتفاني في خدمتهم وأقدم كل صور الوفاء لشريكتي علني أحظى بجزء من التقدير وليس العرفان فأجد من أمامي شارد الفكر باهتمامته البائسة الدنيوية وحرصه على ما يغطي رغباته وينال اهتماماته ويتناسى في خضم حاجتي له بكثرة أعمالي وسعة طوحاتي كل آمالي ليبقيني في بحر الحزن والكآبة . ثم التفت إلي قائلا : يا صاحبي لو أردت أن أذكر لك تضحياتي لقلت أنني مبالغ ولو أردت أن أسرد لك أمنياتي لقلت أنك متواضع ثم قال لي : ( ماذا تفعل عندما يكون الشخص الوحيد القادر على مسح دموعك هو من جعلك تبكي ) يا صاحبي إنني أحمل في قلبي من الصبر والحب ما لا يعلمه إلا خالقهما وأرسم في كل مخيلتي في كل يوم أحلاما وردية لأسرتي وأضني بدني وفكري لاسعادهم ولو كلفني ذلك حياتي ، ثم حسر لي عن رأسه قائلا : انظر لهذا الشيب ، وححوظ عيني ووهن بدني ، بل حرماني الدائم لنفسي من كل الملذات لاسعاد غاليتي ، يا صديقي إن الرجل يبذل ويصبر ويخلص إذا أحب وما هدفه إلا راحة باله فإذا لم يجدها أصيب بالغيض فيكتمه فإن زاد الأمر فسيصاب بالقهر فإن اشتد فما ظنك أن يكون بعد ذلك !! إنه من السهل أن تضحي من أجل إنسان ولكن من الصعب أن تجد من تضحي من أجله ، ثم قال : دع المخلوق للخالق أراك بألف سعادة أسرية يا صديقي ، وانصرف عني وقد ألجمني الصمت . :142: