زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية المنتديات الزوجية دليل الطفل و المواليد على من تقع مسؤولية التربية .. الاسرة ام المدرسة ؟؟
مون فايس ..:: مشرفه دليل المطبخ والتغذيه ::..

هل من الممكن أن تكون المدرسة امتدادا للبيت..؟ هذا التساؤل يراود كل من استمع لشكاوي الأمهات من رفض أبنائهم الذهاب إلى المدرسة ...الأمر لا يقف عند هذا الحد؛ بل كراهية الأولاد للمدرسة يثير سيل من التساؤلات التي تحتاج لإجابات غائبة عن واقعنا. لماذا هذه الفجوة بين البيت والمدرسة؟ من يتحمل مسؤولية القطيعة بينهما؟ الأسرة، المعلمون، أم العملية التعليمية؟ كيف يمكننا أن نصحح المسار ونردم هذه الفجوة التي تتسع كل يوم؟


الأسرة هي البداية:


في البداية نؤكد أن الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى في حياة الإنسان، فهي مصدر التلقي الأول فمن خلالها يكوّن الفرد نظرته للحياة واتجاهاته وقيمه وسلوكياته وميوله وعاداته في المأكل والملبس والمشرب، بل عقيدته كذلك كما جاء في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- ‏قال: ‏ "‏ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه، كما ‏ ‏تنتج ‏ ‏البهيمة بهيمة ‏ ‏جمعاء ‏ ‏هل تحسون فيها من ‏ ‏جدعاء" رواه مسلم.


فالمسؤولية الكبرى في تربية أبنائنا تقع على عاتق الأسرة؛ ولهذا كان دور الآباء والأمهات من أهم الأدوار في عملية التنشئة، فالطفل أول ما تتفتح عينيه يجد والديه حوله، فيتعلق بهم ويقلدهم في سلوكهم وتنمو عاطفة حبهم في قلبه كلما كبر، لذلك كان من الأخطاء القاتلة التي قد يقع فيها الأبوان هي الاتكال على المدرسة، أو جماعة الأصدقاء أو الإعلام في توجيه أطفالهم! والظن بأن هذه المؤسسات تكفي، حتى يصبح دورهم هو مجرد توفير الطعام واللباس فقط، فيكون نتيجة لذلك فشل الطفل في التعليم وانحرافه سلوكيا.


إن اعتماد الأسرة على المدرسة في تربية الأولاد هو نتاج الشرور التي ورثتها مجتمعاتنا من الحضارة الغربية المعاصرة، فمع خروج المرأة للعمل خارج البيت؛ لم يعد لديها الوقت الكافي لتربية الأبناء، فاعتمدت على الحضانة والمدرسة في تربية الأولاد! وكان من جراء ذلك انعدام التربية والآداب بين الأجيال الناشئة .
يقول وزير التعليم السابق في الولايات المتحدة "تيرل بال" :"إن انهيار مستوى التعليم في المدارس الأمريكية في بعض من جوانبه يعكس -إلى حد ما- طبيعة التقلبات على مستوى الأسرة، فلدينا أسر كثيرة يعمل فيها كلا الوالدين، وأسر كثيرة أيضاً لا يديرها إلا شخص واحد (أباً أو أماً)".
حتى المدرسون في الغرب بدورهم أصبحوا يتذمرون من اللامبالاة التي يتصف بها سلوك الآباء تجاه الأبناء، ففي مقال لـ "فيكتور فوجس" في جريدة "وول ستريت جورنال" يقول:
"مما لا شك فيه أن اهتمام الآباء بأبنائهم، والقيم التي يحرصون على غرسها فيهم هي من العوامل الأساسية التي تحسم مدى نجاح الطفل في المدرسة، فنحن -مثلاً- نجد أن أبناء العائلات الآسيوية التي وفدت حديثاً إلى أمريكا غالباً ما يتفوقون على أترابهم في المدارس الأمريكية والكندية، وهذا دليلٍ واضح بأن المشاركة الفعالة من الآباء في متابعة تعليم الطفل يبقى لها الأثر الإيجابي الكبير في التفوق"... يقول الأستاذ "جورج دي فوس" ، وهو انثروبولوجي من جامعة كاليفورنيا ظل يدرس حضارة اليابان لمدة 22 سنة، معلقا على النهضة التعليمية في اليابان:"إن الأم اليابانية عنصر كبير الأهمية والتأثير في تربية أطفالها؛ لأنها تجعل من نفسها المسؤول الوحيد عن تعليمه، وتدعم بقوة دور المدرسة، وإن تربية الطفل تبدأ منذ الولادة".



إن السبب الرئيسي في انهيار مستوى تعليم الشباب بشكل عام في الدول الصناعية هو عدم مشاركة الآباء في مسار التعليم ، فإن الأب يرسل ابنه إلى المدرسة بين الخامسة والسادسة من عمره، ثم ينتظر من الحكومة أن تتكفل بمهمة تربية وتعليم هذا الطفل" وللأسف الشديد فقد انتقل هذا النمط الغربي في التربية إلى مجتمعاتنا العربية والإسلامية.
في حين أن الإسلام حض على الاعتناء بتربية الأبناء وجعل ذلك مسئولية الوالدين ، قال تعالى : (قوا أنفسكم وأهليكم نارا) ، قال الحسن: أي علموهم وأدبوهم، وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" كلكم راع ومسؤول عن رعيته، فالرجل راع على أهله ومسؤول عنهم، وامرأة الرجل راعية على بيت زوجها وهي مسؤولة عنه" ، و قال ابن عمر لرجل: يا هذا أحسن أدب ابنك فإنك مسؤول عنه وهو مسؤول عن برك".
ويقول ابن القيم: "وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله وترك تأديبه، وإعانته على شهواته، ويزعم أنه يكرمه وقد أهانه، وأنه يرحمه وقد ظلمه، ففاته انتفاعه بولده وفوت عليه حظه في الدنيا والآخرة، وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء".

المدرسة امتداد لدور الوالدين:


تأتي المدرسة كامتداد للأسرة،وعامل مكمل لدور البيت، باعتبارها مجتمعا كبيرا يمارس فيه الطالب ما تربى عليه في محيطه الأسري المصغر، ويوظف خبراته التي تلقاها من أبويه، ولتضيف إليه خبرات جديدة من خلال تعامله مع أقرانه ومع مدرسيه.
فالوسط المدرسي يساعد في نسج تفاعلات نفسية وإنسانية أخرى في حياة أبنائنا، ويغرس أنماط سلوكية واجتماعية أوسع من تلك التي تلقاها في البيت، فالمدرسة مسرح مكشوف يتم من خلاله رصد ومتابعة سلوكيات الأولاد خصوصاً أن مجتمع المدرسة يعد أكثر تعقيداً من مجتمع الأسرة.


وبهذا فإن المدرسة تكون أول حقل تجريبي لأبنائنا يمارسون فيه سلوكهم بعيداً عن رقابة الأسرة، وقد أظهرت الدراسات أن للإدارة المدرسية دوراً كبيراً في حماية الطلاب من الانحراف خاصة مع وجود قنوات اتصال جيدة بين المنزل والمدرسة.


فالدور التكاملي بين الأسرة والمدرسة حيوي وضروري؛ إذا لا يمكن للطالب أن ينمو بشكل صحيح ومتوازن إلا من خلال هذا التكامل فالبيت قد يهدم ما تبنيه المدرسة، والمدرسة قد تهدم ما تربى عليه الطالب في البيت؛ فيعيش الطالب في تناقض أو ازدواجية في السلوك، أو قد يفقد الثقة فيهما معا ويبحث عن مصدر آخر نحو جماعة الأصدقاء أو الإعلام يستقي منه خبراته وسلوكياته والخطورة أن هذا المصدر قد لا يكون هناك سيطرة عليه أو يحمل الغث والثمين.

إن التنشئة الأسرية تظل قاصرة ومبثورة، إذا تمت دون ربطها بالمدرسة بشكل خاص، فلا يمكن اعتبار المدرسة بأي حال من الأحوال، مكانا لتلقي العلوم وفقط، بينما التربية تكون في البيت هذا التقسيم هو أول أسباب الفشل فالبيت مسؤول عن تفوق الأبناء الدراسي وعن تربية الأبناء، وكذلك المدرسة تتحمل هي الأخرى مسؤولية التعليم والتربية فالتأثر والتأثير بينهما واقع حتمي. والتكامل في وظائفهما الإنسانية والتربوية والاجتماعية، تظل قضية جوهرية في التنشئة الصحيحة.
بذلك يصبح ردم الفجوة وتحقيق التكامل بين المدرسة والأسرة، مطلبا ملحا نظرا لتداخل الأدوار بينهما.

ونشير في هذا الصدد ما ذكره بعض المهتمين بالعملية التعليمية عن التعليم في اليابان، حيث أكد أن أحد الأدوار الرئيسية للمعلم في المدرسة هو التواصل مع أسرة الطلاب، حيث يلزم المعلمون هناك بزيارة كل دورية لا تقل عن مرتين في العام الدراسي لمنازل الطلاب الذين يشرف عليهم؛ لتحقيق التواصل مع الأسرة والوقوف على البيئة الأسرية التي يعيش فيها الطلاب الأمر الذي يساعد المعلم على فهم أكثر لشخصية تلاميذه ومن ثم القدرة على توجيههم بشكل مناسب.

بين الأسرة والمدرسة:

على الرغم من ضرورة التكامل بين الأسرة والمدرسة في نجاح العملية التعليمية؛ فإن مشاركة الوالدين في النشاط المدرسي منخفض انخفاضا واضحا في معظم البلاد العربية، وقد تكون منعدمة في بعض المناطق تماما، وقليل من الآباء يشارك في صنع القرار المدرسي ، ويرجع هذا إلى عدد من العوامل:


1- غياب ثقافة التكامل بين المدرسة والبيت داخل المجتمع:

فواضعو الخطط المدرسية والمشرفون على التعليم لا يهتمون بشكل كاف في خططهم بمد جسور التعاون بين الأسرة والمؤسسات التعليمية، حتى داخل المجتمع بمؤسسات الإعلامية والاجتماعية والتربوية يندر من يهتم أو يتحدث عن هذه القضية على الرغم من خطورتها.

2- ضعف إيمان الآباء بقدرتهم على المشاركة

داخل الفضاء المدرسي، نظرا لعدم تأهيل القائمين على العملية التعليمية للتفاعل مع أسر الطلاب، بل على العكس دائما ما نجد مقاومة من المعلمين والمدريين لأي مشاركة من الأسرة في أنشطة المدرسة، الأمر الذي أوجد انطباعا سلبيا في نفوس الآباء بعدم جدوى محاولات التفاعل أو المشاركة مع المدرسة.

3- افتقاد روح التعاون داخل الإدارة المدرسية ،

إذ لا يزال كثير من المديرين في مدارسنا يرون رغبة الآباء في التعاون مع المدرسة منافسة لعملهم، تعوق سير العملية التعليمية، وبالتالي يرفضون إفساح المجال للوالدين للمشاركة في أعمال المدرسة ولا يزال مجتمعنا يضرب أسوارا حديدية عالية حول المدارس أشبه بأسوار السجون ، تعزلها عن محيطها الخارجي.

تعزيز المشاركة:

لا توجد طريقة وحيدة ومثلى لمشاركة الآباء في أعمال المدرسة، ولكن الأفضل إشراكهم في مجموعة متنوعة من الأدوار، وليس المهم شكل المشاركة، ولكن تخطيطها المحكم، واستمرارها، وذلك مثل مشاركة الآباء في مجالس الآباء وعقد لقاءات دورية تجمع الآباء بالمعلمين والمديرين، وتنظيم المدرسة دورات للآباء لتثقيفهم وزيادة وعيهم التربوي، والقيام بأنشطة تجمع الآباء والمدرسين والطلاب، وإحاطة الأسرة علما بمدى تقدم أو تأخر ابنهم في الدراسة، وتقديم بعض الخدمات التي يتقنها الأمهات مثال الاشتراك في اليوم المفتوح للأولاد، أو عرض بعض الخدمات التي من الممكن أن تكون مفيدة للمدرسة، ومحاولة ربط المدرسة بالبيئة المحيطة أو تقديم بعض الخدمات مثال فصول محو الأمية، التقييم المستمر لدرجة تواصل المدرسة مع أسر الطلاب.
كما أننا في حاجة لمزيد من الأفكار الإبداعية التي تساعد في تحقيق التعاون بين الأسرة والمدرسة، هذا التعاون سيعرف الآباء أن المعلمين يشاركونهم الاهتمام بأطفالهم، وكذلك يعرف المعلمون أن الآباء يقدرون أدوارهم، مما يبعث على الارتياح و الطمأنينة في نفوس الجميع، و كل هذا له تأثيرات إيجابية اتضحت في الارتقاء بالمدارس التعليمية، وزيادة عدد المتفوقين من التلاميذ.

توقيع
حضن دافي ..:: عضو مميز ::..

تسلم إيدك أختي مون فايس
على هذا الطرح الراقي و الممتع و المفيد
شكراً جزيلاً لكِ

الايناس ..:: كـــ vip ــــبار الشخصيات ::..

كله مكمل لبعضه
بيت ومدرسه واصداق وبيئه محيطه
طرح مميز يسلمو

توقيع
:220:بحبكم موووووووووووووت

ورده فواحه ..:: كـــ vip ــــبار الشخصيات ::..

يعطيك العافيه ع الطرح المميز

توقيع

Powered by: vBulletin
 ©2000 - 2024, Enterprises Ltd.
المنتدى برعاية مميزون العرب للخدمات الرقمية
www.z777z.com
Adsense Management by Losha
( جميع مايكتب يعبر عن وجهة نظر كاتبه ولا يحمل وجهة نظر الموقع يعبر عن كاتبها فقط )
جميع الحقوق محفوظة زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية
جميع الحقوق محفوظة زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية