ظننت بعد طلاقي أن صديقاتي سوف يقفن بجواري في هذه المحنة ، ولكن اختلف الأمر، ولاحظت أنهن يتجنبن الحديث معي وزيارتي ، بعد أن كان منزلي مثل الحديقة لا يخلو يوماً منهن. اكتشفت مع مرور الوقت أنهن يرفضن مرافقتي لأي مكان "


"لماذا يحملني المجتمع وحدي مسئولية الطلاق ، وأصبح في قفص الاتهام وحيدة أصارع الآلام، ولا أجد من يواسيني ، بل كل ما أجده نظرات كلها تحمل معنى الاحتقار، في حين أنه ! هو ، دائماً ما يكون فوق الشبهات والشائعات ، لا يعيبه إلا قرشه أو جيبه كما يقال."

"أسرتي لا يتسع صدرها لي بل تقابلني بقسوة، وكأني خادمة، وتسمعني كلاماً قاسياً، وتحملني الذنب في الطلاق، على الرغم من أنه يفترض قيام الأسرة بتخفيف الآلام ، ومحاولة الإخراج من الضغوط النفسية والاجتماعية التي أعاني منها بعد الطلاق، ومساعدتي على الخروج إلى المجتمع مرة أخرى؛ لكي أصبح امرأة منتجة."

"أواجه تعليقات غير لائقة ، ونظرات جارحة ومؤلمة للغاية من الناس في المجتمع، الأمر الذي جعلني أفكر بشكل جدي في الموافقة على الزواج من أي من أي رجل مناسب يتقدم لي هروبا من هذا الوضع المخزي الذي أعيش فيه."

"يوجد اعتقاد خاطئ لدى البعض مؤداه أن المرأة المطلقة احتمالية انحرافها كبيرة، ولا يؤمن جانبها، ولا يجب الاطمئنان إليها، ويعتبرها بعض الرجال فريسة سائغة لهم، غير أن المطلقة تكون على عكس ذلك تماماً، فهي الأكثر حرصاً لعلى كرامتها وعفتها من نظيراتهن اللائي يعشن في كنف أزواجهن"

"الغريب في الأمر أن أكثر أعداء المطلقات هن النساء أنفسهن، وذلك لخوفهن على أزواجهن من أن تخطفه المطلقة؛ لأنهن يعتبرن السيدة المطلقة تبحث عن أي فرصة للزواج، حتى لو كان زوج أعز صديقاتها،"

بعض من همسهن فاض على هذه الصفحة ،
مشاكل ما بعد الطلاق ، من المتسبب فيها ، المجتمع و الذي يعاني الكثير من الأمراض الاجتماعية و التي تنشأ عنها مثل هذه النظرة للمطلقة ، أم الرجل كجزء من نسيج هذا المجتمع ، أم المرأة هي أول من يتسبب في هذه المشاكل للمرأة نفسها؟

هل المشاكل التي تواجه المرأة فقط مشاكل نفسية و اجتماعية ، أم تواجه أيضاً مشاكل مادية و بخاصة إن كانت لا تعمل ، أو مشاكل قانونية حين تحتاج لإثبات حقوقها و لا تتمكن من ذلك ، أم مشاكل صحية كإنعكاس للمشاكل النفسية .

و هل المرأة وحدها من يعاني مما يعرف بصدمة الطلاق ، أم الرجل كذلك ، أم انه يستطيع محو ما يمكنه محوه من حياته ويبدأ من جديد بدون أي تحفظات أو هجوم أو لوم لمجرد كونه رجل (كما تمحى السابقة القديمة من سجلات الداخلية بعد انتهاء المراقبة) !

الحياة بعد الطلاق ، هل ممكنة أم مستحيلة ، صورة باهتة لذكرى مؤلمة ، و مسلسل من الأحزان و الأسى على ما فات و ما مضى ، أم لقطات جديدة مشرقة من زوايا مختلفة ، وقراءة عميقة متزنة للإستفادة مما وقع من أخطاء و عدم تكرارها ؟

من النادر أن تمر الحياة بنا دون الاقتراب أو الاختلاط بشخصية مرت بتجربة الطلاق