mohameeed ..:: مبدع و مميز ::..

الحمد لله الذي تقدست عن الأشباه ذاته , ودلت على وجوده آياته ومخلوقاته, أشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له , وسع كل شيء رحمة وعلما , وقهر كل مخلوق عدة وحكما , وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله أفضل العباد إيماناً وأعظمهم بِراً وإحسانا, بشر الله جل وعلا به في الإنجيل , ونوه به في دعوة أبيه إبراهيم , وأيده في حياته وحيا وقرآنا , وصلى الله وسلم وبارك وأنعم عليه وعلى آله وأصحابه وعلى سائر من أتبع أثره وأقتفى منهجه إلى يوم الدين ....أما بعدلما كان عبدة الأوثان والعاكفون على الأصنام قد جعلوا مع الله جل وعلا شريكاً ولم يعرفوا لربهم قدرا كانت قلُوبهم تشمأزّ وأنفُسهم تنفُر إذا ذُكر غير الله قال الله سبحانه وتعالى : (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45) ( (الزمر)وقال جل وعلا : ( وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (46)) ( الإسراء )من هذا يتبين أننا نتفيأُ ظلال آيةٍ كريمة نعت الله سبحانه بها مُنكراً أحوال قومٍ ساووا بين الخالق والمخلوق جعلوا الآلهة والأوثان والأصنام التي لا تُسمعُ ولا تُبصرُ ولا تنفعُ ولا تضرُ ولا تملك موتاً ولا حياةً ولا نشورا جعلوها أنداداً مع ربهم تبارك وتعالى .قال الله جل وعلا وقولهُ الحق: (مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74 )) ( الحج ) على هذا يتبين أن من علم حقيقة قدر الله جل وعلا فهو الفائزُ بجنات النعيم .أيُها المؤمنونمن أعظم ما يُعين العبد على معرفة قدر ربه تبارك وتعالى أن يتأمل في شواهد وحدانيته ودلائل ربوبيته مُستصحباً الفطرة السليمة التي أودعها الله جل وعلا في قلب كُل أحدٍ في أن يعرف ربه ، قال الهدهد لمّا رأى قوم بلقيس يعبدون الشمس ويأنفون من عبادة خالقها ( أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26) ). ) النمل )فبموجب فطرته التي خلقهُ الله تعالى عليها أنكر هذا الطائرُ على بلقيس وعلى قومها أن يسجدوا لغير الرب تبارك وتعالى وإذا استصحب الإنسانُ تلك الفطرة السليمة مع ما أفاء اللهُ سبحانه وتعالى عليه من العلم مما أنزلهُ الله في كتابه وسُنة نبيهِ صلى الله عليه وسلم وتأمل في شواهد وحدانيتهِ و دلائل ربُوبيتهِ تبارك وتعالى قادهُ ذالك إلى العلم بالله ، فالله الذي خلقنا من العدم وربّانا بالنعم وهدانا للإسلام .ذكر الله جل وعلا كثيراً من أخبار خلقهِ في طيات كتابهِ ، أخبر جل وعلا أنهُ حملهُم بفضلهِ في البرّ والبحر ورزقهم من الطيبات وما كان لهُم أن يصلُوا إلى ذالك لولا فضلهِ سبحانه .أن الله سبحانه وتعالى وحده من يخلُق وغيرهُ شاء أم أبى فهو مخلُوق وأن القرآن يقوم على مبدأٍ عظيم كل من يستطيع أن يُثبت أن هناك خالقاً غير الله فليعبُد هذا لكن لا احد يخلُق إلا الله فوجب ألا أحد يُعظم التعظيم الكامل وألاّ يُعبد أحدٌ من دون الله أبدا .على هذا أُسست دعوةُ الأنبياء صلواتُ الله وسلامهُ عليهم أجمعين لا خالق إلا الله فبالتالي لا معبُود إلا الرب تبارك وتعالى لأنه لا أحد غيرهُ يخلُق .هذه الحقيقة غابت عن كفار قريش جاء العاص ابن وائل السهمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يدهِ عظامٌ قد أرمت ثم نفث فيها في يومٍ رائح ثم قال يا محمد أتزعم أن ربك يُحيى هذهِ بعد ما أرى أي بعد ما أصبحت عظماً باليا فقال صلى الله علية وسلم وهو المبلغُ عن ربه قال نعم يُميتُك الله ثم يُحييك ثم يبعثك ثم يُدخلك النار فأنزل العلي القدير قوله : (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ (77) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ (80) ( (يس ) إلى أواخر سورة يس التي فيها أجلت البراهين على أن الله جل وعلا وحدهُ يخلُق وبالتالي لا يُعبدُوا ولا يُعظم التعظيم الكامل إلا هو سُبحانه وتعالى .من ذلك نستنتج أن التأمُل في شواهد وحدانية الله ودلائل ربوبيته يدلُ على عظمتهِ سبحانه وبالتالي يستقرُ في القلُوب وفي العقول أن الله جل وعلا عظيمٌ قدرهُ جليلُ شأنه .من الطرائق التي يصلُ بها المرء إلى أن يعظم ربهُ جل وعلا حق التعظيم :التأمُل في سير الصالحين وأخبار السابقين مّمن ذكر الله جل وعلا أنهُم عرفُوا قدره وعظّمُوه تبارك وتعالى حق التعظيم قال الله تبارك وتعالى : ( إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) ) ( آل عمران )أهلُ الله المحبون له المعظمون له يتدرجون في حظوظهم يبدأُن من الحظ المُباح ثم ينتقلون إلى أعلى الفلاح .من الطرائق التي تؤدي إلى تعظيم الله سبحانه وتعالى :1- التأمُل والتدبُر في أسماء الله الحُسنى وصفاتهِ والمقصود تدبُر الأسماء الحُسنى يُعظمُ به اللهُ جل وعلا في القلب وهذا من أجل الركائز .2- أن يعلم الضعف في العباد فإن رُؤياك لنّقص في الخلق يسوقُك لأن ترى الكمال في الخالق .والمقصُود هذهِ الحقيقة الرابعة في أن الإنسان إذا رأى النقص في غيرهُ من المخلوقين أو في نفسهِ رأى الكمال والعزة والجلال في ربهِ تبارك وتعالى .3- أن يتأمل في كلامهِ جل وعلا : (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88)) ( الاسراء ) فالقرآنُ تحدى اللهُ بهِ بلاغة البُلغاء وفصاحة الفُصحاء .الأمارات والعلامات التي يغلبُ على الظن أنها تدلُ على أن العبد يعرفُ لله جل وعلا حق قدره أو شيءٍ عظيماً من ذالك كُلهِ .1- توحيدهُ تبارك وتعالى فإنّ من وحدّ الله فقد عرف قدره .2- الحسنةُ التي ليس بعدها حسنة كما أن الشرك السيئةُ التي ليست بعدها سيئةفـ لا مصلحة بعد التوحيد ولا مفسدةَ بعد الشرك فمن وحد الرب تبارك وتعالى ولم يجعل للهِ نداً في قلبهِ فقد عظّم الله جل وعلا وقد عرف قدرة .فالمخاطبون بقول الله جل وعلا : (مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74 )) ( الحج ) هم أُولئك الذي جعلُوا للهِ أنداداً ساووا تلك الأنداد بربهم تبارك وتعالى جعلُوا من لهُ الأمر كُله كمن لا يملكُ من الأمر شيء تعالى الله عمّا يقول الظالمون علواً كبيرا .من الأُمورٌ لسلوك المرء في الحياة التي تدلُ على تعظيمه لربه تبارك وتعالى :الوجل عند ذكر الرب تبارك وتعالى فإنّ وجل القلوب عند ذكر علاّم الغيوب من دلائل معرفة العبد بربهِ تبارك وتعالى وهذا كنهُ ما أثنى الله بهِ على عبادهِ الصالحين وأولياءه المُتقين في كتابهِ .من براهين تعظيم الله : حُـسـنُ الظن برب العالمين جل جلاله .ووالله من يعرفُ عظمة الله وسعة رحمتهِ لا يملكُ إلا خياراً أوحدا هو حُسن الظن برب العالمين جل جلالهُ .عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) . رواه البخاري و مسلم .التذلُل وعدمُ التكبُر على الخلق قال الله لنبيهِ ( وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً (37) كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (38) ) ( الإسراء )يُحبُ الله من عبادهِ أن يتواضعُوا ولا يعلو أحدٌ على أحد مُتكأًً على نسبٍ أو مالٍ أو جاهٍ أو حسب وهذه دعاوى كُلاٌ يدعيها حتى إذا اختلط الناس بعضهُم ببعض تميز أُولئك الأخيار الأبرار الذين يعرفون أن ما هُم فيهِ نعمة من الله جل وعلا أنعم بها عليهم , حتى الضلالة والهُدى ينظرون إلى أهل الضلالة نظرة من يُريد أن يُنقذهُم ممّا هُم فيهِ .ختاماً :كُلنا نملكُ أشياء لا تلبث أن تنفذ والله جل وعلا وحدهُ من لا تنفذ خزائنهُ والله جل وعلا وحدهُ من لا تنفذ خزائنهُ وحريٌ بعبدٍ نفذت خزائنهُ أن يسأل رباً لا تنفذ خزائنهُ .الإلحاحُ على الله جل وعلا في الدُعاء وانقطاعُ العلائق إلى الرب الخالق جل جلالهُ وأن يجمع الإنسانُ شتات أمرهِ ويضعها بين يدي اللهِ وأن يفزع الإنسانُ إلى ربهِ في المُلمّات مع شُكرهِ تبارك وتعالى في حال السراء قرائنُ عظيمة على أن العبد يعرفُ ربهُ جل وعلا .فاللجوء إلى الله تبارك وتعالى واستغفارهُ وكثرةُ التوبة تُعين على طاعة الرب جل وعلا .من تفريغ شريط (( وماقدروا الله حق قدره )) للشيخ : صالح بن عبد الله المغامسيبإختصار وتصرف أسال الله أن يجعلنا من عباده التوابين المستغفرين

توقيع
♥♥♥ ياربى إن أعطيتنى قبلت وإن منعتنى رضيت وإن تركتنى عبدت وإن دعوتنى أجبت ♥♥♥


لا تقل من أين أبدأ ... طاعة الله بداية
لا تقل أين طريقى ... شرع الله الهداية
لا تقل اين نعيمى ... جنة الله كفاية
لا تقل غدا سأبدأ ... ربما تأتى النهاية
احــــسآآس مرهف ..:: مشطوب العضوية ::..

تسلم يامعلم ....
ولحااااد امس شايفة واحد بالتلفزيون ينكر ربنا وينكر الرسل ... بعد كل دة ...!!
انها لاتعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التى في الصدور ....

mohameeed ..:: مبدع و مميز ::..

ماننحرم ميوووووووده على مرورك ومشاركاتك التي دوماً تروق لي
لكي مني تقديري واحترامي

توقيع
♥♥♥ ياربى إن أعطيتنى قبلت وإن منعتنى رضيت وإن تركتنى عبدت وإن دعوتنى أجبت ♥♥♥


لا تقل من أين أبدأ ... طاعة الله بداية
لا تقل أين طريقى ... شرع الله الهداية
لا تقل اين نعيمى ... جنة الله كفاية
لا تقل غدا سأبدأ ... ربما تأتى النهاية
عاشقةالشروق ..:: عضو مميز ::..


الســـلام علــيكــم ورحــمة الله وبــركاته
موضوع في غاية الرووعـــــه

وطــــرح في غاية الجمال من جد ابدعت
كلمااات رائعه ومفيده للغايه
ذوق راااقي لذا ابدعت بالاختياااار

وجزاك الله كل خير يارب
وفي ميزان حسناتك
يعطيك ربي العافيه

توقيع
mohameeed ..:: مبدع و مميز ::..

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته أختي اليمنية عاشقة الشروق
مشكوووووووووور جدا غاليتي على مرورك العطر الذي فاح عطره وأريجة بكلماتك وعباراتك الرقيقه والراقية
جزاكي الله خيرا على كلامك الطيب يالغالية
لكي مني ودي وتقديري

توقيع
♥♥♥ ياربى إن أعطيتنى قبلت وإن منعتنى رضيت وإن تركتنى عبدت وإن دعوتنى أجبت ♥♥♥


لا تقل من أين أبدأ ... طاعة الله بداية
لا تقل أين طريقى ... شرع الله الهداية
لا تقل اين نعيمى ... جنة الله كفاية
لا تقل غدا سأبدأ ... ربما تأتى النهاية

Powered by: vBulletin
 ©2000 - 2024, Enterprises Ltd.
المنتدى برعاية مميزون العرب للخدمات الرقمية
www.z777z.com
Adsense Management by Losha
( جميع مايكتب يعبر عن وجهة نظر كاتبه ولا يحمل وجهة نظر الموقع يعبر عن كاتبها فقط )
جميع الحقوق محفوظة زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية
جميع الحقوق محفوظة زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية