إن النجاح في إنقاص الوزن يحتاج بالإضافة إلى ممارسة الرياضة و تناول الطعام بصورة صحية أن نتعلم كيف نحسـن رد الفعل عندما تخبـرنا بعض المشاعر والمواقف على الإفراط في تناول الطعـام ...
فقد نـرى الكثير من الناس قد وضع لنفسه قوانيـن صارمـة في إتباع نظام غـذائي صحي والمداومة على ممارسة التدريبات الرياضية ثم تجدهم فجـأة خرجوا عن هذا كله و أخذوا بتناول كل ما تقع عليه أعيــنهم وقد يتجاهلون الرياضة أيضاً وذلك لما ينتابنا أحياناً من الحالات الذهنية ( سواء العاطفيـة أو النفسية) والتي بدورها تثير بداخلنا الشهية للطعام و تجعلنا غير قادرين بالسيطرة على أنفسـنا تجاه بعض المشاعر والمواقف ...
و لكـن يجب أن نتذكر أن هذه المشاعر لا تخرج بإرادتنا إنما هي إستجابة تلقائية مبرمجة تبرمجت داخل عقولنا على مـدى سنوات وأصبح العقل يتعامل معها على أنها إستجابات نافعـة في مواجهة أحداث معينة و ما هي في الواقع سوى برمجة سيئة فعلـى سبيل المثال ( نرى الزوجة بعد عراك مع الزوج قد تذهب إلى الثلاجة وتتناول كل ما يأتي أمامها ) ..
أو بعد موقف تشعر فيه الزوجة بفرح غامر و أيضاً تتناول كل مالـذ و طـاب ..
والآن إذا نظرنا إلى هذه الزوجة وتساءلنا مالذي دفعها إلى أكل الطعام هل بدافع الجوع أم أنها اعتادت أن تفعل ذلك كلما أحست بغضب أو فرح ....
في الحقيقة إننـا نقبل على الطعام إما بدافع الجوع أو بأحــد الدوافع الآتيـة :
1- الدوافـع الإنفعــالية : وهنا نرى الشخص ينخرط في تناول الطعام والإسراف في ذلك بدون الشعور بالجوع بل رد فعل إتجاه بعض المشاعر ( كالغضب والفرح والتعب والملل والحزن والإكتئاب وأيضاً الضغوط والخوف والوحدة والراحـة الخ ...) .
2- الدوافـع البيــئيــة : و تتمثل في المناظر والروائح والأماكن المحفزة التي غالباً ماتجذبك إليها على سبيل المثــال ( دائماً بذهابك لمكان معين يصدفك مخبز تفوح منه رائحة خبز زكيـة أو صديق يتناول كيس من رقائـق البطاطا فتجد نفسك تشاركه ذلك بلا وعــي ) .
3- دوافــع التجــاهل : أي أنك تجد نفسك مدفوعاً إلى شراء أشياء من البقالة ليس لها فائــدة صحية وتتجاهل تلك الأشياء التي فيها الفــائدة الصحيــة ...
وعندما تكون في مطعم فإنك تطلب الأطعمة التي تحتوي على سعرات حرارية عاليـة و تتجاهل تلك الأطعمة التي تحتوي سعرات حرارية أقل وعندما تكون في سوبر ماركت فإنك تتجـه نحو قسم الشوكولاته و تتجاهل قسم الخضروات والفواكه وهذا ما نقصده بدوافع التجاهـل .
4- الدوافــع الناشئة عن التعود : فأنت معتاد مثلاً على تناول المكسرات كلما جلست إلى التلفاز أو أن تتناول المثلجات والبوظة كلما ذهبت إلى الحديقة أو أن تكون معتاداً على تناول وجبــة الغـذاء في ساعة معينة ولتكن مثلاً الساعة الواحدة ظهراً فكل هذه العادات تجعلك تتناول الطعام وربما لا تكون جائعاً في هذا الوقت ولكن من باب التعود ....
والآن أعود مرة أخرى إلى سـؤالـي الرئيــسي :
هل تُـقبل على الطعام وأنت جائع أم بتأثير أحد الدوافع السابقة ...
الحقيقة أننا لا نستطيع أن نحصل على قوام رشيـق وجسم صحي و مثـالي إلا إذا إنتبهنا إلى السـلوك السلبـي في هذه الدوافـع وحولناه إلى سلوك إيجـابي ..
أما كيف نفعل ذلك فأنـا بإنتــظار أن تـُرسلـوا إلي ماهو الدافــع لديــكم وسأعطيـكم الطريقة لتبديلــه إلى دافــع إيجـــابي ....
العرض العادي
