بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى في محكم التنزيل"شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن
هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان"

غداً يحل علينا شهر الطاعة والصيام معلنا قدومه بعد رحلة
طويلة لكي نستزيد من الأجر والحسنات لكي نتزود بوقود ينفعنا
يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون نتزود فيه بما ينفعنا في ديننا ودنيانا,
شهر أنزل فيه القرآن شهر تضاعف فيه الحسنات شهر تكبل فيه الشياطين
فماذا سنقدم لهذا الشهر من عمل هل نحن مستعدون لبداية هذا الشهر
وهل نحن مستعدون لقراءة القرآن والكف عن السب والشتم؟؟

كلنا نعلم إخوتي الكرام أن مردة الجن والشياطين يتم تكبيلها في
هذا الشهر الكريم ولكن شياطين الإنس تبقى طليقة تتنقل بيننا
بعد أن ارتاحت شياطين الجن فقرر هؤلاء ألا يخيبوا أبناء
جلدتهم فسعوا لكل ما يسعدهم ويبث الفرح والسرور في نفوسهم
وكأن بهم يقولون "ارتاح يا عم احنا بنخدم حضرتك"

أحبتي الكرام للأسف أصبح هذا الشهر الكريم لدى العديد من الناس
شهر مليء بالدراما والكوميديا مساء ومليء بالنوم صباحا فبه انقلبت
أحوالهم وتبدلت من حال إلى حال وكأن بهم نسوا أن هذا الشهر
هو شهر عبادة وتقوى وليس شهر نوم وفلة وسهر

فتجد أكثر أحبائنا الكرام عندما يؤذن المؤذن لصلاة المغرب يقوم متكاسلا
من فراشه يزحف زحفا متجها إلى مائدة الإفطار ويتقدم إلى تلك السفرة
المليئة بألذ المشروبات والمأكولات وبعد أن يملأ بطنه من كل ما لذ
وطاب ينسدح وبيده ريموت الرسيفر مقلبا بين القنوات الفضائية متنقلا بين
طاش ودحيم والواصل وفي كل دقيقة يتنقل بين تلك القنوات ليشاهد جديد
شياطين الإنس ويبقى على هذه الحال حتى يقترب أذان الفجر وقبله بعدة
دقائق يقوم مسرعا لكي يأكل سحوره ويشرب بعضا من المشروبات
الرمضانية وعند أذان الفجر تبحث عنه لتجده قد غط في أحلى نومة بعد
أن أشبع أيامه الرمضانية من المسلسلات

والبعض الآخر من الشباب وقته كله سهر ولعب كورة طائرة ولعب بلوت
فتجده بعد آذان المغرب يتوجه لبعض المسلسلات الكوميدية وبعد أن
تنقضي يتجه بسيارته مسرعا إلى الاستراحة لكي يقضي باقي وقته باللعب
والمرح ولا مانع من تناول بعضا من لحوم خلق الله فتجد الكبد في يد
والقلب في اليد الأخرى ويبحث عن البقية لكي يتسلوا ببقية لحوم خلق
الله فلا مانع عندهم من الغيبة والنميمة ولا مانع من تضييع الوقت
بأي شيء يفسد فضل تلك الأيام الفضيلة

والبعض الآخر صباح رمضان عندهم عظيم يتلون فيه آيات الله وتجدهم
يحرصون على القيام بصلواتهم في أوقاتها ويحرصون على الذكر
والتسبيح والدعاء ,وعندما تغيب الشمس ويصلون المغرب والعشاء
يبدأ وقت اللهو واللعب فمن أبو نوره إلى خالد ورابح

والبقية المتبقية جعلوا ليلهم ونهارهم طاعة لله , ففي صباحهم الصلاة
والذكر وقراءة القرآن ومساءهم صلاة واستغفار وقيام ليل وعبادة وبكاء
جعلوا شهرهم مزادا لهم من الخير وزهدوا عن الدنيا وما فيها وعند
اقتراب العشر الأخيرة تجدهم معتكفون في أحد المساجد ليلهم عبادة
ونهارهم طاعة لا يشغلهم عن عبادة الله أي شيء

ما سبق إخوتي الكرام هي أصناف لأقوام كل منهم أراد أن يستغل
رمضان على طريقته الخاصة ويبذل الجهد في تحقيق طريقته الخاصة
بكل ما يستطيع

اعلم أخي وأختي أن شياطين الجن قد كبلت ولكن بقيت شياطين الإنس
مطلقة اليدين فحاربها بصلاتك ودعائك ولا تدع لمسلسلاتهم وبرامجهم
طريقا إلى قلبك لكي يغتالوا فرحتك بدخول رمضان

ولا تنسونا من صالح دعواتكم