حين نُحرم الرضا يضيع كل شيء ،تختنق البسمات ،تشتد البليات ..
حين نُحرم الرضا نفقد الإحساس بكل شيء،تضيع النيات ،تتبعثر الكلمات ..تنهارالعبارات...
حين نُحرم الرضا فطريقنا مسدود وسؤالنا مردود ونورنا محجوب وهمنا مغلوب ...
حين نُحرم الرضا لن نحصد سوى الحسرة ..وما أشقانا...
فيا أيها المحروم ناجِ قلبك ..لا يشقيك حرمان رضا المولى عزوجل ..
كل جراح الحرمان تندمل إلا جرح حرمان الرضا .. مسكين أنت إن حُرمت رضا مولاك فهمومك لمن تبثها ؟!!
وأشجانك لمن تبعثها ؟؟
دموعك لمن وشكواك إلى من؟؟
كيف لا وقد حُرمت العطاء من المعطي؟؟
كيف لا وقد قوبلت بالجفاء من رب الأرض والسماء؟؟
كيف لا وقد فقدت المعين والمجيب والقريب والنصير ..
أعلمت الآن ما ماأقسى حرمان الرضا؟!!
مصائب وابتلاءات ،محن وفاجعات تعصف بكل فرد تقذف به هنا وهناك،لكن من سكن الرضا قلبه
غشيته الرحمة والسكينة..فظلّ رغم الأذى يكسوه الرضا..
من منا لم يئنّ من المصيبة ويبكي من الألم؟ !!
من منا لم يمزقه مصاب ويهزه جرح ؟!!
والله لا أحد أجزم بها على اختلاف الآلام..
هنا فقط يفيض نور الرضا يهبه الله لمن يحب ..فما أروع الحب والرضا!!
فالرضا تمام المحبة ويعقبه الاقتراب فما أروع أن يقترب العبد من جلال المولى عزوجل ،
فيعيش عذب المحيا وإن تراءى للناس قمة في الشقاء..
أغلب الأشياء في هذا العالم المظلم تبعدنا عن الرضا تجعلنا نستسيغ الحرمان ،
ونحن بكل سذاجة نقبلها بحب أيضاً..
ولا نزال أسرى أوهام براقة ومتغيرات متقلبة وواقع مؤسف !!
لماذا الإفاقة دائماً تكون متأخرة والبحث عنها مفقود غالباً؟!!!
إن القدرة الفائقة التي نحتاجها لضبط أنفسنا وتوجيهها إلى الرضا ليست قدرة مختلقة بل هي موجودة
وذلك حين ندرك المعنى الحقيقي لمفهوم الرضا..
لقد اعتدنا على أن نحزن على فوات مال أو انقضاء مصلحة ولقد كان الأولى بنا أن نطالب النفس بالرضا الذي ظل صعب المنال رغم روعة معناه.
فإياك أخي القارىء أن تُغلق ذهنك عن جمال الرضا،
تعال معي واجعل بين يديك كتاب ربك واقرأ قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ }}ـ سورة} البينة.
واقرأ قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأت الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم } المائدة .
وقوله تعالى فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى} سورةالليل
وقوله تعالى فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} طه .
وقوله تعالى ولسوف يعطيك ربك فترضى } الضحى .
وغيرها الكثير ..وأنت مسكين محروم حتى من التفكير في الرضا ..
لو امتلأ صدرك بكل ملذات الدنيا يبقى حرمانك الرضا متعباً ومنغصاً ..
أرجوك لا تُحرم الرضا ،
لا تفرّط في ساعة خلوة تناجي نفسك وتسألها رضا المولى جل وعلا ...
أولسنا نحب الله ؟ فلماذا لا نسترضيه؟
حين أحببنا الأولاد استرضيناهم ،وحين أحببنا الأزواج استرضيناهم ..فماذا عن الله عزوجل ؟؟
دمعة تسأل الله الرضا أثقل عند الله من صدقات كالجبال..فهل تعي معنى الرضا ؟!!
أرجوك لا تُحرم الرضا ..من حُرم أباه لا يضره ..ومن حُرم أمه والله لا يضره رغم قسوة الزمن ،
مادام لم يُحرم الرضا من الله ..
اقرأ كتب العقيدة وتعمق بالتوحيد فكّر في ذات الله ،
ذات سَمَت وعلت و أدركت بواطن الأشياء وبكل عظمتها ترضى عنك ..ومن أنت ؟!!
شعور جميل حين تسعى إليه ..
حين يمتلىء قلبك بحثاً عن الرضا ..
حين تجتهد أركانك طلباً للرضا ..
حين تتسامى نفسك نحو الرضا ..
حينها حتماً ولا بد ستسعد ...
يرضى الله عنك ويرضيك ..ويرضيك..
كل لمسة حانية ،كل بسمة رقيقة تنتهي وتغيب إلا الرضا يغنيك عن ذلك كله...
أخي الكريم ..أختي الكريمة :
*اعقد العزم بحب الله والعمل له وفق صحيح المنهج وكلك رجاء بالوصول إلى رضا الله .
*قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : مامن مسلم يقول حين يمسي وحين يصبح رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة ) .
*قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( إن المعونة تأتي من الله للعبد على قدر المؤنة ، وإن الصبر يأتي من الله على قدر المصيبة ) .
* أصلح سريرتك تُرزق الرضا ولا بد.
* البحث عما يعينك ويدفعك إلى الرضا مطلب مهم فبادر إليه .
*لا بد أن يكون توجهنا في الاتجاه الصحيح لما يزيد من سموها ورفعتها.
*لابد أن تطلب الرضا ..لتنال القرب من الله...
ختاماً أحبتي أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقني وإياكم الرضا والفوز بالجنان
،وأن يُبعد عنا الحرمان والخذلان، بفضله وجوده ومنّه وكرمه...
العرض العادي
