-
-
عندما
-
-
يعيش الحب
-
-
بالإحترام والثقة
-
-
الحب وحده لا يكفي ..
ليس بالحب وحده تبنى البيوت..
قولنا : إن (( الحب وحده لا يكفي )) أو (( ليس بالحب وحده تبنى البيوت )) لا يلغي ضرورة وجود الحب بقدر ما يؤكد على ضرورة عنصر آخر معه يكفل له البقاء والحياة طول العمر.
وقد يجعل هذا القول بعض الناس يذهب إلى التفكير في نواح مادية كأن يقول الأب لابنته : أنا أعرف أنه يحبك يا ابنتي لكني أرى فيه مشكلات أخرى لا تستقيم معها الحياة الزوجية . هنا يضيف الأب : إن الحب وحده لا يكفي ، وقد يكون الأب في هذا محقا.
فإذا وفر الزوج المتطلبات المادية جميعاً وجاءت الزوجة بعد شهور أو بعد سنوات تشكو زوجها من الإهمال وتقول : أنا لا أنكر أنه يحبني لكن لا أشعر أنه يحترمني أنه لا يستمع إلى ما أقول ، وليس لديه الوقت لمناقشتي أو للحوار معي وهو دائماً مشغول عني .. ولم يحاول قط أن يشركني في حياته الخاصة وأمور عمله ومشكلاته التي يعرفها جميع أصحابه خارج البيت.
إذا جأرت الزوجة بمثل هذه الشكوى ووصلت إلى هذا المستوى من الصراحة والوعي بالمشكلة .. قال الزوج صارخاً بصوت عال : اسألوها هل ينقصها شيء ، طلباتها جميعها مستجابة والمال يجري في يدها دون حساب ، ولم أمنعها يوماً من زيارة أهلها وصديقاتها ، ولم أقصر يوماً في حقوقها الزوجية - يقصد لقاء الفراش - ماذا تريد مني؟
ويضيف بعض الأزواج بمنة وغرور إذا كان ثريا أو في أحوال مادية حسنة ، فلتنظر إلى أحوال صديقاتها وأخواتها وصبرهن على الضنك الذي يعشن فيه مع أزواجهن ولتحمد الله.
وكل هذا يدل على أن الزوج لم يفهم ما تشكو منه زوجته ، وأن المسافة بين شكوى الزوجة ووعي الزوج كبيرة.
والوعي في هذه الأمور لا يقاس بمستوى تعليم الزوج إذ قد يتوفر هذا ((الوعي)) لدى زوج قليل أو متوسط التعليم أكثر من توفره لدى زوج يحمل مؤهلا تعليمياً عالياً إنها مسألة ثقافة وإدراك وضمير وهذه أمور لا يتعلمها الإنسان في المدارس ولا يحصل فيها على شهادات.
إذن فما الذي يحل هذه المشكلة وما الذي ينقص الحب؟.
إن مشكلة هذا النوع من الأزواج أنه يتعامل مع زوجته من واقع دافع غير شعوري مترسب في أعماقه ، وهو أن المرأة أقل منه فهما ووعيا ، وأنها لا يمكن أن تفهم إلا في أمور البيت والأسرة والمعاشرة الزوجية .. أما عدا ذلك فهي لا تصلح له وبالتالي فهو لا يتحدث معها فيه ، لأنه ليس من شأنها.
وهذا بالطبع ليس من ديننا الحنيف في شيء ، فالإسلام يحفظ للمرأة مكانتها كإنسان وعقل وكائن اجتماعي فعّال .. يشهد لها تاريخنا الإسلامي الثري بمئات بل آلاف النماذج من النساء الحصيفات العقول.
وفي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم .. ونعامله مع نسائه ، خاصة عائشة - رضي الله عنها - أكبر الأمثلة وأعظمها لمدى (( الاحترام )) و (( الثقة )) وهما خاصيتان تدلان على مدى الحب الصادق العظيم الذي حمله المصطفى صلوات الله وسلامه عليه لعائشة ، فقد كانت تُحدث عنه بكل شيء ، وأخذ عنها المسلمون الكثير من تعاليم دينهم ، ولو كانت المرأة لا تصلح إلا للفراش وشؤون البيت لما لجأ الرسول صلى الله عليه وسلم بعد نزول جبريل عليه لأول مره إلى زوجته الأولى خديجة رضي الله عنها يسرّ لها بالحديث العجيب الذي حدث له ويسألها رأيها وتفسيرها لهذه الظاهرة.
فلو كانت لا تصلح لأن يؤخذ رأيها لقال لها دعيني وشأني ولم يبح لها بشيئ ولذهب إلى أبي بكر أو غيره من أصفيائه يستشيره ويسأله الرأي.
ولا شك البتة أن أكثر الأزواج عندما يتصرفون مع زوجاتهم بذلك التصرف الذي لا يدل الاحترام والثقة هم في غالب الأمر لا يقصدون الإساءة للزوجة لأن سلوكهم ذاك من اللاشعور ، وتفسير ذلك أنهم لا يزالون يرزحون تحت عباءة تركة الجهل التي توارثوها أباً عن جد.
ومن هنا نستطيع أن نقول :
إن الثقة والاحترام دعامتان أساسيتان تقوم عليهما الحياة الزوجية السعيدة وبدونهما تصبح هذه الحياة ضربا من العبث وخالياً من الحب الذي لا يعيش طويلاً بدونهما ، وإذا أراد الرجل التحدث عن حبه لزوجته .. وأن يستقر هذا الحب المهدد بالضياع .. فلابد أن يقوم على أساس متين من الثقة والاحترام تشعر بهما المرأة في كل صغيرة وكبيرة من تعامله اليومي معها.
*** *** *** *** ***
قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لامرأة لا تحب زوجها : إذا كانت إحداكن لا تحب زوجها فلا تخبره ، فإن أقل البيوت ما بُني على الحب ، وإنما هي العشرة بالمودة والمحبة.
ويروي أنه جاءه رجل يريد طلاق زوجته فقال له : لم تطلقها ؟! قال : لأني لا أحبها . فقال عمر رضي الله عنه : أوكل البيوت بُنيتْ على الحب؟ فأين الرعاية والتذمم؟
======================
أخوكم :::::
ابن الأميرة
العرض العادي
